أبو العينين شعيشع.. 9 سنوات على رحيل أبرز رواد قراء القرآن (فيديو)
الشيخ الراحل أبو العينين شعيشع
يقول تعالى: "وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ"، هذه الآية التاسعة من سورة القصص، تلاها القارئ الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، بطريقه كانت سببا في شهرته بين رواد قارئي القرآن في مصر والعالم الإسلامي، حتى أنه تم نشر فيديو على موقع يوتيوب، بعنوان "ابو العينين شعيشع والتلاوة المشهورة من سورة القصص"، نظرا لروعة صوته وأداءه وعذوبته.
الشيخ أبو العينين شعيشع، المولود في أغسطس 1922، تحل اليوم ذكرى وفاته التاسعة إذ توفي في 23 يونيو 2011، وهو قارئ قرآن مصري ويعد أحد أعلام هذا المجال البارزين، من مواليد مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، دخل الكتاب وحفظ القرآن الكريم في عامين، وقد سمعه ذات مرة شيخ الكتاب "يوسف شتا" وهو يقرأ القرآن فتنبأ له بمستقبل عظيم مع قراءة القرآن، ولما بلغ عمره 14 عامًا اشتهر بصوته وقراءته للقرآن في كفر الشيخ والبلاد المجاورة.
ومن المعلومات المذكورة عنه أيضا، أنه في الرابعة عشرة من عمره دعي إلى المنصورة عام 1936 لإحياء ذكرى الشهداء الذين سقطوا فيها بعد انتفاضة 1935 التي قامت ضد الاحتلال البريطاني وحكومة محمد توفيق نسيم باشا، التي اندلعت في القاهرة والعديد من محافظات مصر، وكان ذلك الحفل الذي أقيم في مدرسة الصنايع بالمنصورة بداية عزمه على أن ينتهج القرآن ليصبح قارئًا.
وفي عام 1939م، أثناء إحياء ذكرى وفاة الشيخ الخضري، من كبار علماء الأزهر الشريف، وسمعه هناك الشيخ عبد الله عفيفي، والذي كان إمام الملك، فأعجب به وقرر تقديمه للإذاعة المصرية وبالفعل تعاقدت الإذاعة معه وكان يعد أصغر قارئ للقرآن حينها حيث كان عمره 17 عامًا.
دخل الإذاعة المصرية سنة 1939م، وكان وقتئذ متأثراً بمحمد رفعت وكان على علاقة وطيدة به، وقد استعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات محمد رفعت فقد كان من أبرع من استطاع تقليد الكبير محمد رفعت، واتخذ أبو العينين لنفسه أسلوباً خاصاً فريداً في التلاوة بدءاً من منتصف الأربعينيات وأخرج ما بصوته من إبداعات ونغمات كان قد كتمها لحين وقتها، وكان أول قارئ مصري يقرأ ب المسجد الأقصى، وزار سوريا والعراق في الخمسينيات.
أصيب الشيخ الراجل بمرض في صوته في مطلع الستينيات، غير أنه شفي وعاد للتلاوة، وعين قارئاً لمسجد عمر مكرم سنة 1969 م، ثم لمسجد السيدة زينب منذ 1992 م، وناضل في السبعينيات لإنشاء نقابة القراء مع كبار القراء وقتئذ مثل محمود على البنا وعبد الباسط عبد الصمد وقد إنتُخبَ نقيباً لها سنة 1988 م.
نال الشيخ وسام الاستحقاق من سوريا ووسام الرافدين من الدرجة الأولى من العراق، وحصل على وسام الأرز من لبنان وغيرها من الأوسمة في الأردن والصومال وتركيا وباريس، وظل يعمل كمستشار لوزير الأوقاف لشئون القرآن الكريم حتى وفاته في 23 من يونيو عام 2011.