بعد مطالبة "تبون".. ماذا لو اعتذرت فرنسا للجزائر عن فترة الاحتلال؟
عبدالمجيد تبون الرئيس الجزائري
أعلن الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبّون، أمس، أنّه يريد "اعتذارا" من فرنسا عن ماضيها الاستعماري في بلاده، معتبرا أنّ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون رجل "نزيه" قادر على مواصلة نهج التهدئة بين البلدين.
وقال تبّون، في حوار مع قناة فرانس 24 التلفزيونية ردّا على سؤال بشأن مسألة اعتذار فرنسا عن حقبة الاستعمار، إنّ باريس قدّمت "نصف اعتذار"، آملاً في أن "تُواصِل على نفس المنهج وتُقدّم كامل اعتذارها".
في هذا السياق، قال بهاء محمود الباحث في وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن احتلال فرنسا للجزائر انقسم إلى جزئيين الأول استغلال الثروات والثاني هو الأهم والذي يتمثل في المعاملة التعسفية والانتهاكات والقتل وغيره.
وأضاف أنه لا يوجد يقين بإمكانية قيام فرنسا بتعويض الجزائر على ما حدث، ولكن من الممكن أن تسعى لتحسين العلاقات والاستفادة من الجزائر من خلال الغاز وغيره من الموارد الاقتصادية.
وقال "محمود" إنه لا يوجد ترتيب قانوني ضد فرنسا فيما يتعلق بالاعتذار، لعدم وجود مطالبات في الأمم المتحدة لوجود نوع من العقوبات والاعتراف الدولي، كما أن الجزائر ليس لديها القدرة على مواجهة فرنسا أو السعي إلى المطالبة الدولية بذلك.
وأوضح "الباحث في العلاقات الدولية" أنه إذا تقدمت فرنسا بالاعتذار سوف يتسبب ذلك في أزمة داخل فرنسا من ناحية الشعبويين والثوريين، ولكن من الممكن أن يفعلها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل دبلوماسي من أجل علاقات اقتصاديّة.
واستقبلت الجزائر، مساء أمس الأول، رفات 24 مقاتلاً قُتلوا في السنوات الأولى للاستعمار الفرنسي، تمّت استعادتها من فرنسا، في بادرة تهدئة للعلاقات الثنائيّة المتقلّبة. وتُعتبر هذه الخطوة مؤشّرا على تحسّن في العلاقات بين الجزائر ومستعمِرتها السابقة، وهي علاقات اتّسمت منذ استقلال البلاد في العام 1962 بالتوتّرات المتكرّرة والأزمات.
ويغذي هذه العلاقة المتقلّبة انطباعٌ في الجزائر بأنّ فرنسا لا تقوم بما فيه الكفاية لتسوية ماضيها الاستعماري "1830-1962". لكنّ تبّون أكّد أنّه "مع الرئيس ماكرون، نستطيع أن نذهب بعيدا في التهدئة وفي حلّ المشاكل المتعلّقة بالذاكرة".
وقد تبنّى النواب الجزائريون أخيرا قانونا "تاريخيا" تمّ بمقتضاه اعتماد 8 مايو يوما للذاكرة، تخليدا لذكرى مجازر 1945، التي ارتكبتها القوات الفرنسية في مدينتي سطيف وقسنطينة "شرق".