هاجم المطالبين بإعادة فتحها.. قرار "آيا صوفيا" يفضح تناقضات "أردوغان"
أردوغان
وقَّع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الجمعة، قرارا بإعادة فتح متحف "آيا صوفيا" للصلاة أمام المسلمين في تغير مناقض لمواقفه السابقة.
وكان أحد أنصار أردوغان طلب في أحد التجمعات فتح "آيا صوفيا"، إلا أن "أردوغان" رد بأن هناك كثيرا من المساجد بجوار "آيا صوفيا"، مؤكدا أنه ليست هناك حاجة لتحويلها لمسجد، داعيا مواطنيه إلى أن يملأوا مسجد السلطان أحمد أولا وأنه أقرب من "آيا صوفيا".
وأشار "أردوغان" في رده إلى بناء مسجد "تشامليجا" وهو أكبر أربع أو خمس مرات من "آيا صوفيا" ويستوعب قرابة 60 ألف مصل، وهو أكبر المساجد في "إسطنبول" وفي تركيا ككل، وزعم "أردوغان" في تصريحات أخرى أن آلاف المساجد ستحرق حول العالم لو نفذ رغبات الناس الجاهلة التي تطلب تحويل "آيا صوفيا" إلى مسجد، لكنه الآن يفعل العكس.
متخصص في الشأن التركي: ازدواجية "أردوغان" وتناقضاته واضحة في كل خطاباته
"ليس غريبا، فالمدقق بالشأن التركي سيلاحظ ازدواجية أردوغان وتناقضاته بسهولة"، بتلك الكلمات علق محمد ربيع الديهي المتخصص في الشأن التركي على مواقف الرئيس التركي بشأن "آيا صوفيا"، وقال، في اتصال لـ"الوطن"، إن "أردوغان يطلق الخطابات دائما بازدواجية، خطاب يوجهه لأنصاره، وآخر يوجهه للرأي العام الدولي حين صرح وعارض إعادة فتح آيا صوفيا كان يرغب في كسب ود المجتمع الدولي".
وأضاف: "والآن وبعد تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد يجب أن نعلم أن هذا القرار جاء لعدة أهداف سياسية تكمن في تشتيت الرأي العام الدولي والداخلي، فضلا عن رغبته في إرسال رسالة إلى التيارات الإسلاموية بأنه يدعم أفكاره وذلك لضمان مساندتهم له في أقرب انتخابات".
"الديهي": "أردوغان" يريد صرف أنظار الشارع عن الأزمة الاقتصادية بقرار "آيا صوفيا"
وقال "الديهي" إن "أردوغان يخشى رفض الشعب لسياساته القمعية تجاهه، فضلا عن هدف آخر يتمثل في صرف أنظار الشارع التركي عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي أدت إلى تهاوي الاقتصاد التركي واحتمالات إعلامه إفلاس أنقرة، بسبب السياسات النقدية له، فضلا عن الخسائر التركية في ملف السياسة الخارجية، إلى جانب رغبته كما أشرنا في كسب ود المتدينين الأتراك لكسب المعترك الانتخابي القادم".
وعدد "الديهي" أهداف "أردوغان" من خطوته، قائلا: "الهدف الثاني والمتمثل في تشتيت الرأي العام الدولي، يأتي كمحاولة لصرف نظر المجتمع الدولي عن السياسات التدخلة لتركيا في الملفين الليبي والسوري، فضلا عن التدخل في العراق ودعم تنظيم الإخوان في اليمن، فدائما ما يسعي نظام أردوغان عند الأزمات إلى تشتيت الرأي العام في ملفات أخري".
الرئيس التركي يخاطب أتباعه من التيارات الإسلاموية والمتشددة في العالم
ولفت المتخصص في الشأن التركي إلى أن "أردوغان" يريد تحقيق هدف آخر من هذا القرار وهو مخاطبة أتباعه والتيارات الإسلاموية المتشددة والإسلامويين المتشددين حول العالم، ليثبت لهم أنه الخليفة الذي يطمحون إليه، وثانيا: لإرسال رسالة مفادها أنه لا يزال متواجد ويكمنه لعب دور مهم خاصة بعد خسارته في ليبيا وتدمير قاعدة الوطية العسكرية.
وقال "الديهي" إن "أردوغان بقراره يحاول دغدغة مشاعر المسلمين حول العالم حيث إطلق تصريحات مفادها أن تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد هي بداية لتحرير الأقصي".
وأضاف: "وهنا يسعى أردوغان لخطاب ود العالم الإسلامي كليا واللعب بوتر الدين الإسلامي والمسلمين، حيث يدرك أن تحرير المسجد الأقصي هو جزء مهم في العالم العربي والإسلامي لما يحتويه من دلالات دينة مهم، وليوحي إليهم أنه في طريقه نحو الخلافة العثمانية لإعادة تحرير المسجد الأقصى المبارك".