مجدي بعد 25 سنة غربة: لازم أرجع عشان أقفل شغلي وبعدها مفيش سفر تاني
مجدي عبد المرضي
قبل 25 عامًا، حزَّم مجدي عبدالمرضي، أمتعته من مصر عازمًا الرحيل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، ليبدأ فيها رحلة عمل امتدت إلى يومنا هذا، رأى فيها ما رأى من أزمات شخصية وعامة، إلا أنه، وبحسب قوله، لم يصادف مثل أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من قبل، لتكون هي النقطة الفاصلة بين حياة كان يعيشها من قبل وحياة أخرى يستعد لها في المستقبل، ساعده على اتخاذ القرار فيها ما عاشه في تلك الأزمة، وما عاناه خلال الشهور القليلة الماضية.
كان مجدي، البالغ من العمر 58 عامًا، ويعمل مندوب مبيعات، في إجازة عمل داخل مصر امتدت حتى أول فبراير الماضي، أسعفه الحظ حينها في الخروج من مصر متجهًا إلى عمله قبل أن تتأزم الأمور بشكل أكبر، متمنيًا زوال هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن، فهو لم يكن يتوقع ما وصلت إليه الآن في جميع دول العالم، فكانت الأحداث بعدها متلاحقة وسريعة، وطالت آثارها السلبية كل شيء، وكان أولها عمله الذي توقف وهو في غربة ذهب إليها من أجل العمل وجمع المال لعيش حياة كريمة: "الوضع كان صعب جدا، ومكانش فيه شغل والفلوس اللي كانت معايا صرفتها زيي زي غيري وبقينا مش عارفين نعمل إيه ولا نروح فين".
كان قرار العودة إلى مصر بعد هذا السيل من الأزمات هو الخيار الوحيد بالنسبة لمجدي بعد أن انقطعت به السبل في غربته، إلا أن تنفيذ هذا القرار الذي لا غنى عنه لم يكن بالأمر السهل، فقد واجهته في التجهيز لرحلة العودة العديد من الصعاب والعقبات يحكي عنها قائلا: "قلت لازم أنزل مصر لأني نفسيًا تعبان، روحت للسفارة المصرية هناك وبعد كده بعت لمجلس الوزراء وبصراحة استجابوا ليا وفي خلال 48 ساعة كنت حددت ميعاد عودة على شركة مصر للطيران، بس للأسف رحلتي اللي اتحجزت دي اتلغت لما الطيران وقف، وأنا هناك وأثناء فترة الانتظار دي جالي جلطة في القلب، خلتني قعدت في المستشفى فترة".
عاد "مجدي" إلى مصر في أوائل مايو الماضي، ليقضي قرابة الشهرين منقطعًا عن عمله الذي يتطلب منه أن يكون في دولة أخرى غير بلده الأم، إلى أن لاح له الأمل في الأفق بعدما علم بقرارات فتح الطيران مرة أخرى وإمكانية السفر ذهابًا وإيابًا بين الدول، ليقرر الاستعداد للعودة مرة أخرى، إلا أنه قرر أن تكون رحلة ذهاب سريعة استثنائية يعود بعدها إلى مصر منهيًا أعوامًا طويلة من الغربة: "أنا هناك مرتبط بدوام الشغل بتاع المدارس، ولازم أرجع تاني هناك عشان أخلص أموري كلها"، مشيرًا إلى أن العمل في الغربة لم يعد مجديًا كما كان عليه من قبل، وهو ما سيدفعه إلى تنفيذ قراره: "الشغل هناك بقى قليل جدا ومبقاش زي الأول، وكل يوم بتقل عن اليوم اللي قبله، وأنا بظبط أموري دلوقتي عشان أرجع تاني أقعد فترة قليلة أقفل فيها شغلي وبعدها إن شاء الله أنزل مصر بشكل نهائي وكفاية غربة لحد كده".