أشخاص نباتيون يروون كيف يقضون عيد الأضحى
أصبح يتبع عدد كبير من الناس النظام الغذائي النباتي الذي لا يحتوي على أي نوع من اللحوم، سواء لأنهم معتقدون أنه الأفضل صحيا أو بسبب تعرضهم لموقف ما جعلهم يرفضون تناول اللحوم.
وربما يتساءل البعض كيف يقضي النباتيون أيام عيد الأضحى كونه "عيد اللحمة" كما يطلق عليه؟ وكيف يتعاملون مع أسرهم الذين يتبعون أنظمة عادية؟ وما هو بديل الاحتفال بالعيد بدون تناول اللحمة ؟.
تواصلت "الوطن" مع عدد من الأشخاص النباتيين الذي يتبعون هذا النظام منذ سنوات، لمعرفة كافة التفاصيل كما يلي.
أشخاص نباتيون يروون حكاياتهم مع الأكلات المختلفة وإحساسهم في عيد الأضحى
"للأسف بعيش في حالة اكتئاب مش لطيفة".. هكذا وصفت سارة أحمد شعورها في فترة أيام عيد الأضحى بسبب ذبح الأضحية: "الشوارع كلها بتتحول لبرك دم"، وتحاول عدم الخروج من المنزل وتجعل زيارات الأهل قبل أيام العيد، أما بالنسبة للأكل تحاول عمل وجبات قريبة من أجواء العيد مثل فتة بالفاصوليا الحمراء أو رقاق بالمشروم.
بدأت سارة تتبع هذا النظام منذ نحو 8 أعوام، حينها لم تكن تعلم أي معلومة عن هذا النظام النباتي، ولكنها عندما كان يغصب عليها أسرتها لتناول اللحوم، كانت تشعر بألم في المعدة وأحيانا يصل الأمر لذهابها إلى المستشفى نتيجة تلبك معوي: "فكنت بقرف من اللحوم في شكلها الصحيح، بأكل بس اللحمة المفرومة والبانية والجمبري ولما كبرت وعرفت موضوع النباتية ولاقيت أفكارهم الأخلاقية متناسبة مع فكري ومنطقية، وليه نعتمد في أكلنا على موت كائن آخر وألمه رغم أننا ممكن نعيش بشكل صحي بدون ما نقتل كائن آخر"، هكذا أصبحت نباتية.
وعن رد فعل أسرتها عندما قررت اتباع النظام النباتي في البداية حكت سارة: "عشان أنا من بيئة متشددة دينيا قعدوا يقولولي كده بتحرمي ما أحله الله، غير أنهم أحيانا كتير كانوا مش بيفهموا إيه اللي ممكن أكله وإيه اللي ممنوع، مع الوقت رضخوا للأمر الواقع وحاليا عندي ابني 10 شهور وناوية أخليه نباتي زيي رجعت المعارضة الشديدة ومن حين لآخر ممكن وأنا مش واخدة بالي يأكلوه حاجة".
أما نيرة أحمد تجد صعوبة في الحياة اليومية ليس فقط في عيد الأضحى موضحة: "أنا ساكنة قدام جزار بالضبط فا اشتريت كل حاجة امبارح وبفكر منزلش في العيد رغم التمرين"، أما بالنسبة للأكل تنوي عمل شاورما مشروم وفتة حمص ومشروم.
"جهزت كل الردود على العيلة بشأن النباتية وزاي ده كفر".. وصف نيرة لمنظور عائلتها عن هذا النظام الغذائي ما جعلها تستعد لأي رد عليهم، وعن سبب جعلها تقرر أن تكون "نباتية" شرحت "عشان حد قالي لما تكلي كوني ممتنة للروح التي ضحت بحياتها لطعامك ولما دورت أكتر حسيت أن ملوش لازمة أكل الفراخ أو البقر لأن شركات الإنتاج الكبيرة مش بتهتم بالآدمية في التعامل مع الحيوان".
محمود رمضان لا يرى أي مشكلة في النظام النباتي أو في طبيعة الطعام وكيفية قضاء عيد الأضحى قائلا: "عادي الموضوع مش كبير أوي كده في خيارات كتير للشخص النباتي وبعدين العيد زيه زي أي مناسبة أو أي يوم أنا عن نفسي بيكون يومي طبيعي زي اللي بعمله كل يوم".
بينما لا تبالي ميما عماد من كلام الأهالي قائلة: "أنا مريحة دماغي من الدراما الحمضانة بتاعت الأهالي وبغض النظر إني مش نباتية 100% بأكل فاكهة وفشار كتير ومكسرات لو عندي أو على الأقل فول سوداني وسلطات كالعادة وبعمل حلويات نباتي زي كريم كراميل وكوكيز شوفان بالموز وحلوي السميد بلبن جوز هند بتبقي زي التورتة كدة تقريبا وفعليا أكلي عادي زي باقي الأيام".
فيما اعتاد محمود أحمد منذ صغره على النظام الغذائي النباتي فالأمر ليس صعب عليه، موضحا سبب اتباعه هذا النظام هو أنه تعرض لرؤية لحظة ذبح الأضحية وكان عمره غير مناسب لذلك: "من يومها وأنا قافل من إني أكل أي لحمة مش عارفة لو مكنش حصلي المشهد ده كنت بقيت بأكل أي حاجة ولا إيه، بس خلاص متعود ومش مضايق وأهلي متأقلمين على كده".
عيد الأضحى بالنسبة لعمر أحمد الذي بدأ النظام الغذائي منذ نحو عام مثل أي يوم: "الموضوع أنا واخده بجد وبدرس المكونات الغذائية للأكل عشان أقدر أوفي احتياجات الجسم".
وقرار عمر جاء بعد الإطلاع على العديد من الأبحاث التي تتحدث عن أضرار اللحوم والألبان: "ابتديت أقرا وأشوف علاقة الغذاء بالأمراض المناعية وأمراض العصر والتقارير كانت بتتكلم عن مسببات التهابات الخلايا والأمراض".
واستكمل حديثه قائلا: "على العكس تماما مع النظام الغذائي النباتي بيدينا نفس العناصر من غير مناخد أضرار اللحوم وده تأثيره على صحة الإنسان كبير جدا". ووصف عمر تجربته بالمفيدة حيث إنه شعر بالفرق منذ ثاني أسبوع من أتباعه للنظام النباتي.
تعليقات الفيسبوك