حُرم من والديه منذ صغره، فتربى في ملجأ بعدما غدر به أشقاؤه، ليعيش رمضان محمد، سنوات من العذاب والآلام وحيدا مشردا يتنقل بين دار أيتام لمؤسسة أحداث، يمني نفسه بأن يجد من يحتضنه يوما ويمحي عنه ما رأه بحياته من مآس، ولكنه وجد العكس حتى اضطر أن يواجه الحياة بمفرده يحاول أن ينجح في اختيار الحياة والعيش باعتماده على نفسه.
يحكي "رمضان"، الذي حرم من التعليم في حديثه لـ "الوطن"، قصته في الحياة قائلا "اتربيت في ملجأ، بعد ماخواتي رموني علشان الميراث وأخدوه وسافروا بره، فدار الأيتام حولوني الأحداث بعد ماافتعلوا مشكلة، وكان المشرف بيضربني"، قسوة ما رأه جعله أدمن المخدرات خاصة بعدما كبر وقرر أن يتزوج "أدمنت علشان انسى خيانة زوجتي وحرماني من ابني الوحيد وصعوبة الحياة".
عاش "رمضان" 7 أعوام في الشارع لا يجد مأوى له، حتى قرر أن يبيع المناديل لكي يجد قوت يومه، فوقف أمام إحدى المدارس بالإسكندرية وتعرف على العديد من الطلاب الذين كانوا مسار تحول في حياته "طلبة اتصاحبت عليهم علموني القراءة، فحبيت الحياة وقررت اتحدى نفسي وقلت لا للإدمان والتشرد".
"رغم عدم حصوله على التعليم" رمضان يؤلف الكتب
رغم ما يعانيه "رمضان"، مع مرض التوحد، بجانب أمراض في المخ والأعصاب تعيقه عن التواصل مع الناس بشكل كبير وتؤثر على الذكاء، ألف بعض الكتاب ليبيعها على إحدى أرصفة سيدي جابر.
كانت سيرته الذاتية وقصة كفاحه ومعاناته، أول ماقرر رمضان أن يكتبه تحت عنوان "رمضان فوق البركان": "اخدت اسمه من فيلم عادل إمام، والرواية التانية اللي كتبتها رومانسية إسلامية، وكمان بكتب أشعار باللغة الفصحى".
يبيع رمضان الكتب بأسعار تتراوح بين 10 و20 جنيها "حوشت فلوس وكتبت الكتب ودورت على مطبعة تطبعهملي بأسعار منخفضة"، مشيرا إلى أنه شارك في معرض الكتاب وتحدث عن قصته أمام الفنانة لبلبة حد قوله.
أحلام رمضان
يجد الشاب الثلاثيني، صعوبة في حصوله على معاش، ورغم حلمه في استكمال تعليمه، إلا أن ظروفه المادية تعيقه عن ذلك، كما يعبر عن أحلامه البسيطة بقوله "أنا مش عايز غير أني أشوف ابني ويبقى ليا معاش وماتعايرنيش بإعاقتي"، مكملا حديثه بنبرة مليئة بالأمل والتفاؤل "أنا مكمل في الكتابة وعندي أمل في ربنا أنه هيجبرني".
تعليقات الفيسبوك