قابضًا على يد فأسه الخشبية، يضرب بها الأرض، في محاولة منه لمساعدة والده الفلاح البسيط في خدمة أرضهم لزراعتها بقرية حنورة التابعة لمركز صان الحجر بالشرقية، شعر حسن يوسف حسن طالب الثانوية العامة بضيق شديد في التنفس، فاستأذن والده في الذهاب إلى المنزل للراحة، التقط أنفاسه وجلس في غرفة صغيرة يذاكر دروسه، لكن عاد إليه الألم مرة أخرى، أخذه والده إلى الطبيب الذي شخص الحالة بأنها التهابات وحساسية على الصدر، وكتب إليه بعض الأدوية التي لم تداوي ألمه.
ذهب إلى طبيب آخر، فطلب بعض الأشعة والتحاليل لتظهر النتيجة أنه مصاب بالمرض اللعين في الدم، ونصحه بأن يصطحب نجله إلى مستشفى 57357 في أسرع وقت ممكن.. قبل نحو 60 يوما تم حجز حسن داخل المستشفى، ليتلقى جرعات العلاج، عساها تخفف الآلام اللامتناهية، وعلى مدار أيام العلاج خصص حسن 4 ساعات يوميا للمذاكرة، وقرر دخول لجنة امتحان الثانوية العامة داخل مستشفى سرطان الأطفال.
عاد حسن أمس الأول بعد رحلة علاج استمرت أكثر من 60 يوما، لتكتمل فرحته وفرحة أسرته البسيطة بعودته إلى المنزل عندما علمت بخبر نجاحه في الثانوية العامة بمجموع 89.3%، عندها تعالت الزغاريد والتهاني من كل جيرانه وأصدقائه وأساتذته.
يتحدث حسن لـ"الوطن" عن رحلته مع المرض والثانوية العامة قائلا: "كنت بذاكر 4 ساعات يوميا، لأن العلاج كان صعب قوي ومكنتش بمستحمل أكتر من كدا، لكن الحمد لله ربنا رضاني قوي ونجحت".
ويتابع: "لم أخطط لدخول أي كلية، لكنني أتمنى دخول كلية الآثار فى صان الحجر نظرا لقربها من منزلي، فرحلة علاجي ستستمر ثلاث سنوات ولن أقدر على الذهاب إلى جامعات بعيدة، فكلية الآثار تبعد عن بيتي حوالي 7 كليو مترات، وهذه هي الأنسب بالنسبة لي حاليا".
حسن هو أكبر إخوته، لكنه دائما يشكر والده الذي لم يتركه لحظة على مدار رحلة العلاج، وأمه السيدة البسيطة التي تحملت المسؤولية خلال غيابهم عن المنزل، مؤكدا على شكره للأطباء والعاملين في مستشفى سرطان الأطفال.
تعليقات الفيسبوك