النجوم
نجح فريق من العلماء في اكتشاف أفضل مكان على الإطلاق يمكن مشاهدة النجوم منه، ولكن للأسف هذا المكان بعيد جدا، لأنه حرفيا بجوار القطب الجنوبي.
تسمى النقطة الساخنة، أو "البقعة الباردة" في هذه الحالة، "Dome A" أو "القبة أ"، وتقع على هضبة بالقرب من وسط القارة القطبية الجنوبية، على ارتفاع 4 كيلومترات فوق مستوى سطح البحر، بحسب موقع "live science" العلمي المتخصص.
وفي دراسة جديدة نُشرت هذا الأسبوع في دورية "Nature" العلمية، وجد الباحثون أن الظروف في "القبة أ" مثالية بشكل إيجابي للتحديق في الكون بأقل قدر من التداخل من الغلاف الجوي للأرض.
ووجد الباحثون، على وجه الخصوص، أن النجوم فوق "القبة أ" تتلألأ في الواقع أقل مما هي عليه في أي مكان آخر حول العالم، وهذا بسبب ظاهرة تسمى اضطراب الغلاف الجوي.
في الأساس، عندما تهب الرياح عبر التضاريس غير المستوية، مثل الجبال أو الوديان، فإنها تخلق دوامات مضطربة في الغلاف الجوي يمكن أن تشوه مظهر الضوء الذي يصل إلى الأرض من النجوم البعيدة.
وقال مايكل أشلي، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة "نيو ساوث ويلز" في سيدني بأستراليا والمؤلف المشارك في الدراسة: "عندما يضرب ضوء النجوم الأرض، يكون كل شيء في مكانه وتحصل على هذه الصور الباهتة".
وفي الدراسة الجديدة ، أكد آشلي وزملاؤه أن الاضطراب الجوي ليس موجودا في "القبة أ"، والسبب أن الرياح هناك بطيئة وتخلق القليل من الاضطراب في الهواء عند الارتفاعات المنخفضة، ونصب الفريق تلسكوبًا صغيرًا على ارتفاع 8 أمتار من الأرض، وتمكنوا من تجاوز الاضطرابات تمامًا عند مراقبة النجوم في منتصف الشتاء.
وعلى الرغم من قسوة فصل الشتاء في أنتاركتيكا، فإنها توفر ميزة أخرى لمراقبي النجوم في Dome A، ووفقًا للباحثين، يمكن أن تدوم الليالي القطبية 24 ساعة أو أكثر خلال شتاء القطب الجنوبي، مما يخلق نوافذ أطول بكثير لمشاهدة النجوم أكثر من أي مكان آخر على الأرض، وفي الختام، كتب الباحثون، أن "القبة أ" هي المكان المثالي لمشاهدة النجوم.
وبالطبع فإن أنتاركتيكا ليست المكان الوحيد من الدرجة الأولى لمشاهدة النجوم، إذ تتمتع التلسكوبات الفضائية مثل تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا بقدرة هائلة على هذا، لأنه يتخطى الغلاف الجوي المضطرب، مما يسمح لعلماء الفلك بالتقاط بعض الصور المذهلة للكون، ومع ذلك، فإن للمرصد الأرضي في Dome A بعض المزايا العملية على هابل.
وأشار آشلي إلى أن "الأقمار الصناعية أغلى بكثير، إذ نتحدث ربما عن عوامل تتراوح من 10 إلى 100 ضعف تكلفة المقاريب الأرضية، ولكن هناك ميزة أخرى تتمثل في إجراء عمليات رصد تستند إلى الأرض، وهي أنه يمكنك دائمًا إضافة أحدث التقنيات إلى تلسكوبك على الأرض، لذا ينتهي بك الأمر إلى تباطؤ الفضاء على الأرض لمدة 10 سنوات أو أكثر".
لذلك، في حين أن Dome A ربما ليست الوجهة الأكثر عملية لمشاهدة النجوم، يمكن أن تساعد الفلكيين على الحفاظ على تاريخهم الثابت مع الكون لسنوات قادمة.
تعليقات الفيسبوك