بضع أوراق فى يدها تلخص شكواها، تتجول بها زينب عبدالعال، صاحبة الـ62 عاماً، تنتقل من مسكن لآخر ومن جهة لأخرى، باحثة عن مسكن يؤويها، بعد أن عجزت عن تأجير شقة لارتفاع أسعار الإيجار، فى الوقت الذى لا يتجاوز فيه معاشها 1200 جنيه.
كانت «زينب» تعيش مع والدتها فى شقتها المكونة من 3 غرف وصالة، بمنطقة بولاق الدكرور، حتى توفيت والدتها، وخيّرتها صاحبة الشقة بين التنازل عن الشقة أو الحبس، طمعاً منها فى الشقة، وكان ذلك عام 2007: «شقة والدتى من الشقق القديمة وإيجارها كان 65 جنيه، وكانت باسم أخويا»، مضيفة أنها منذ خروجها من الشقة طيلة الـ13 عاماً، وهى تتنقل من شقة لأخرى، إذ لا تتناسب الإيجارات الجديدة مع معاشها الذى تتقاضاه عن أختها التى توفيت قبل والدتها: «كنت شغالة موظفة فى شركة حكومية، لكن والدتى قبل ما تتوفى نظرها راح، سِبت شغلى وقعدت بيها».
تروى «زينب» أنها منذ وفاة والدتها لا تعرف شيئاً عن أخيها الوحيد، على الرغم من كونه وحيداً مثلها وليس لديه أسرة: «من يوم وفاة أمى ما بقاش ليا حد يسأل عليا، ولو مت محدش هيحس بيا»، مشيرة إلى أن قيمة المعاش لا تتخطى الـ1200 جنيه، وأقل إيجار للشقة 600 جنيه، وليس لها مصدر آخر للدخل: «لما أدفع نص مرتبى إيجار هجيب منين حق الأكل والعلاج؟!».
تخرج صباح كل يوم تتجول فى الشوارع بحثاً عن شقة للإيجار بسعر مناسب، ولكنها لم تعثر على مرادها، وإذا وجدت فى بعض الأحيان، يرفض المالك التأجير لها، بحجة أنها وحيدة دون أسرة: «يعنى الوحيد خلاص يموت، ولا يترمى فى الشارع، مش من حقه يعيش زى بقية الناس!».
طرقت «زينب» أبواباً عدة للاستغاثة، منها وزارة الإسكان، التى فى كل مرة ترسل لها شكوى يكون الرد «لسه مفيش استجابة».
تعليقات الفيسبوك