الخفافيش البيضاء
من بين ما يقرب من 1300 نوع معروف من الخفافيش، يمكن وصف عدد قليل جدًا منها بأنه لطيف ومحبوب، والخفاش الأبيض الهندوراسي الصغير هو بالتأكيد أحد هذه الاستثناءات النادرة.
يُطلق عليه أيضًا اسم الخفاش صانع الخيام الأبيض الكاريبي، ويمكن العثور على هذه الثدييات الطائرة الرائعة في الغابات الاستوائية في بلدان أمريكا الوسطى مثل هندوراس ونيكاراغوا وكوستاريكا والأجزاء الغربية من بنما، بحسب موقع "أوديتي سنترال".
يتميز هذا النوع من الخفافيش بأن له فرو أبيض مميز، موجود لدى 5 أنواع أخرى فقط معروفة من الخفافيش، وهو صغير جدًا بالنسبة لجنسه، حيث يبلغ طول أكبر فرد مسجل أقل من 5 سنتيمترات، وبسبب لونه الأبيض ومظهره اللطيف بشكل عام، بالإضافة إلى حقيقة أنه لا يعيش في الكهوف ولا يمتص الدم، يُعتبر الخفاش الأبيض الهندوراسي تناقضًا حيًا لقوالب الخفافيش النمطية.
وسمي هذا النوع من الخفافيش باسم "صانعة الخيام" بسبب قدرتها المذهلة على تحويل الأوراق الكبيرة لنبات الهليكونيا إلى مستعمرات مؤقتة، وهذه الأوراق لها عروق كبيرة تمتد إلى الخارج من الجذع المركزي، وعن طريق مضغ هذه الأوردة، تنهار جوانب الأوراق جزئيًا بشكل جانبي، مما يخلق خيمة طبيعية لها لتعيش فيها.
وفي حين أن اللون الأبيض للخفافيش قد يبدو واضحًا للوهلة الأولى، إلا أن خبراء الحيوانات يدعون أنه في الواقع تمويه رائع في الموطن الطبيعي له، إذ تشتهر غابات هندوراس بأوراقها البيضاء، ويبدو أن ضوء الشمس القادم من خلال الأوراق المثقبة يعطي فرو الخفافيش مسحة خضراء تجعل من الصعب أن ترصدها الحيوانات المفترسة.
تبدو الخفافيش الصغيرة واثقة جدًا من تمويهها الذكي وعشها الخفي، حيث تظل هادئة جدًا عندما تتحرك الورقة نفسها، ولكن عندما يتحرك جذع النبات، مما قد يشير إلى اقتراب مفترس، تطير الخفافيش الصغيرة إلى خيمة أخرى، وأحد أكثر الأشياء الرائعة في هذه المخلوقات الرائعة أن لديها دائمًا ملاذ ثانوي في انتظارها، لذلك عندما يتخلون عن خيمة، يعرفون بالضبط أين يجب أن يذهبوا.
وشيء رائع آخر عن الخفافيش البيضاء في هندوراس هو قدرتها على استخدام الكاروتينات( صبغات عضوية صفراء اللون توجد بشكل طبيعي في الخضروات والفاكهة) بطريقة ما لإنتاج اللون الأصفر البرتقالي لآذانهم وأنوفهم وشفاههم، واُكتشفت هذه القدرة الفريدة على عزل الكاروتين من نظامه الغذائي ثم تحويل هذا اللوتين المجاني إلى لون في أجزاء من جسدها في 2016، وهو ما لا يستطيع البشر القيام به، ويمكن أن تساعد الأبحاث الطبية لهذه العملية في فهم وعلاج التنكس البقعي لدى البشر.
يعد الخفاش الأبيض الهندوراسي أحد نوعين صغيرين فقط من الخفافيش التي تتغذى على الفاكهة، وتفضل بشكل خاص مجموعة واحدة من التين وتبني مجاثمها لتكون قريبة من مصدر الغذاء هذا، وتتكون مستعمرات الخفافيش البيضاء، المعروفة باسم السحب، عادة من ذكر واحد وعدة إناث، ويمكن للإناث الحمل مرتين في السنة، وتلد نسلًا واحدًا في كل مرة.
تعليقات الفيسبوك