بخطوات معدودة وهادئة، دخل إلى لجنته الانتخابية فى مدرسة الشهيد الرقيب محمد حسن الابتدائية، بمنطقة الشرابية، متكئاً على ابنته الوحيدة التى أصبحت عينيه التى يُبصر بها، بعد أن فقد نظره مؤخراً.
أدلى بباو منسي، ٨٥ عاماً، بصوته وخرج مبتسماً وفخوراً يردد بصوت خفيض تسمعه نجلته بالكاد: "لآخر نفس هشارك في الانتخابات وصوتي للي يستحق"، مؤكداً أنه يداوم على المشاركة فى أي انتخابات، وأن وطنيته هى الإرث الوحيد الذي يتركه لأبنائه: "أنا راجل كنت أرزقي غلبان، ودلوقتي ولادي اللي بيصرفوا عليا، أنا مش سايب لهم أى ورث، الكنز الوحيد أنهم يحترموا بلدهم ويكون لهم دور حتى لو بسيط، وانا كمواطن بسيط كنت ومازلت بدلي بصوتي في أي انتخابات، ده دورى تجاه بلدى".
أصيب "بباو"، بتعب شديد أمس ولم يتمكن من الإدلاء بصوته فى اليوم الأول لانتخابات الشيوخ، لكنه أصر على المشاركة فى اليوم الثانى، لحرصه على عدم تفويت أى انتخابات دون المشاركة فيها: "بنتي ساندتني وقالت لي يا بابا هننزل نشارك انا وانت ونرجع على طول، والناخبين دخلوني انا الاول عشان سني كبير وكفيف ورفضوا يخلوني اقف في الطابور".
شعر "بباو" برضا وفخر بعد أن أدلى بصوته: "بلدي اللي عيشت فيها عمري كله واستحملتني، في البلد دي أنا شفت ايام حلوة ووحشة، وأي حد عنده وطنية وخوف على مستقبل بلده هينزل ويشارك ومش هيتردد".
تعليقات الفيسبوك