كيف ساند المسؤولون المواطنين البسطاء قبل واقعة "عربة التين"؟
لقطة من الفيديو
صور خاطفة ومقاطع فيديو مهزوزة التقطها أصحابها خلسة لتوثيق مشاهد صعبة مرّ بها باعة متجولون "على باب الله" لا يملكون سلطة أو شهرة، وسارعوا بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتفاعل معها روادها، حتى وصلت للمسؤولين، الذين سارعوا برد حقوقهم والاصطفاف مع البسطاء.
تكررت تلك الواقعة في عدة مواقف، آخرها منذ قليل، حيث كلف الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، المهندس أمين غنيم، رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة، بإنهاء انتداب إحدى موظفات مدينة القاهرة الجديدة، وعودتها لعملها الأصلى بشركة مياه الشرب والصرف الصحي، بعد مشاهدته فيديو "عربة التين"، والذي جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُظهر الموظفة تتعامل بحدة مع أحد الباعة الحائلين، وهو صاحب "عربة تين" بأحد الشوارع، وتقوم بإلقاء التين من فوق العربة على الأرض.
وقال الدكتور عاصم الجزار: "هناك فارق بين تطبيق القانون، والتعسف في تطبيقه"، مشددا على جميع المسؤولين بأجهزة المدن الجديدة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل المخالفات والإشغالات، دون تجاوز مع أحد، أو استغلال السلطة، والتعسف في تطبيق القانون.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يصطف فيها أحد المسؤولي، حيث إنه في أبريل الماضي، قرر علي الصناديلي رئيس مجلس مدينة ومركز الحسينية، إحالة موظف بقسم الإشغالات للتحقيق، لقيامه باستعمال القسوة مع الباعة في أثناء فض أحد الأسواق بقرية تابعة للوحدة المحلية بالناصرية وإلقائه الخضروات على الأرض، مؤكدا أن استعمال القسوة من جانب الموظف هو أمر مرفوض، وسيتم تطبيق الإجراءات القانونية في حال رصد أي تجاوزات بكل حزم.
وفي ديسمبر 2018، كانت سعاد حسن متولي صاحبة واقعة شهيرة والمعروفة إعلاميا باسم "بائعة البرسيم"، بعد أن تعدى عليها بالضرب موظف بالوحدة المحلية بكفر منصور بطوخ، ليقرر سريعا رئيس مدينة طوخ إيقاف ذلك الموظف، وعقب ذلك حيث استقبل المهندس محمد خيري رئيس مدينة ومركز طوخ البائعة وقبل رأسها وطمأنها بأن حقها لن يضيع، وأنه جرى إحالة الموظف للتحقيق وجرى نقلة لديوان مجلس مدينة طوخ، مؤكدا لها أنه لن يقبل بأي تجاوز من أي موظف مهما كان وأن حق المواطن محفوظ مهما كانت الظروف.
وقبلها بأيام، وفي لفتة إنسانية مميزة، أعاد المقدم بمرافق أسوان عاطف عبدالله، "فرشة عيش" لبائعة كبيرة السن، كانت تبيع الخبز بعد أن شاهدها تبكي أثناء حملة للإزالة ورفع الإشغالات بمنطقة السيل بأسوان، وبادر بتقبيل رأسها ويدها، مؤكدا أنهم لا يسعون لإيذاء ومضايقة أحد.
وقبل أسابيع قليلة من تلك الوقائع، تعرضت كريمة حمدان، الشهيرة بـ"بائعة الجرجير"، أيضا للاعتداء، حيث انتشرت واقعتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تجلس بجوار بضاعتها الملقاة على الأرض، ومطاردتها خلال حملة لإزالة الإشغالات من الطريق، وهي تبكي وتتوسل لرئيس الوحدة المحلية للسماح لها بالانصراف، ما أثار موجة من الغضب والتأثر بشدة.
وعلى الفور، أصدرت محافظ دمياط منال عوض، قرارا بنقل رئيس الوحدة المحلية في مدينة رأس البر من منصبه، وتعيين قائم بأعماله، بينما أسندت إليه بدلا من ذلك إدارة المواقف بالمحافظة ضمن حركة تغييرات محدودة شملت قيادات محلية أخرى، كما استقبلت بائعة الخضروات في مكتبها، وقدمت لها أسفها البالغ، واستنكارها للواقعة، وقررت تشكيل لجنة لاختيار مكان ملائم لمزاولة نشاطها التجاري، مشددة على أنه لن يتم التهاون في استرداد حقها وكرامتها بالقانون.