عبدالسلام النابلسي وفريد الأطرش "صداقة حتى الموت"
عبدالسلام النابلسي وفريد الأطرش
"وقت المِحن يعرف الأصدقاء"، عبارة أدرك قيمتها الفنان عبدالسلام النابلسي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، حيث ولد في مثل هذا اليوم 23 أغسطس من عام 1899، سنوات طويلة عاشها "النابلسي" ما بين الثراء الفاحش والترف، والفقر المدقع و"الحُوجة" الشديدة، أدارت له الحياة ظهرها وفي الوقت الذي كان يجلس فيه على الأسرة الناعمة، أصبح من سكان السطوح.
جمعت السينما بين فريد الأطرش، وعبدالسلام النابلسي، وأصبحا صديقين على مر الزمان، حتى قال "النابلسي" عن "الأطرش"، هو "حتة مني".
وفي لقاء تليفزيوني للفنان عبدالسلام النابلسي، تحدث فيه عن صديقه فريد الأطرش، قائلًا: أخلاق الملوك، فنان كبير جرى فنه في دمه وروحه وحياته، له في اللحن والغناء أسلوبه الذي لا يدانيه فيه أحد، فنه ينبع من شرقيته ومن وجدانٍ أصيل.
واستطرد في حديثه عن الأطرش " أبرع من عزف على العود لا يزاحمه فيه مزاحم، تغنى بألحانه الناس وأخذ منها الغرب أغنيات رددها في مسارحه وإذاعاته وملاهيه، صعد السلم درجة درجة، وعلى كل درجة سكب دمعة ونضح عرقًا.
وتابع: كان يعلم أن المجد وحش مفترس ولم يترك الوحش حتى روضه وامتطاه، إحساسه مرهف كالسيف ذي الحدين، كلمة منك تسعده وكلمة منك تسقيه، وهو دائم يجرح نفسه ولا يجرحك، له ألف أذن يسمع بها كلاما يؤذيه وهو لو شاء لاستمع بأذن واحدة إلى ما يطربه ويرضيه".
وحكا عبدالسلام النابلسي، عن إحدى أزماته المرضية التي مر بها، ولم يجد بجواره سوى صديقه فريد الأطرش، الذي كان يمر في نفس الوقت بأزمة مالية، " لقيت فريد الأطرش جنبي، مكنش معاه أجرة بيته، وماسبش سريري لحظة واحدة، وراح استلف مش عشان يدفع أجرة بيته، عشان يدفع أجرة المستشفى اللي قعدت فيها 40 يوم".
رحل النابلسي يوم 5 يوليو من عام 1968، دون أن يترك مليمًا واحدًا، ووقف بجواره صديق عمره فريد الأطرش، الذي تكفل بمصاريف جنازته.
قدم عبدالسلام النابلسي مع فريد الأطرش عددًا من الأفلام منها "لحن حبي، عفريتة هانم، إنت حبيبي، إزاي أنساك، ودعت حبك، عهد الهوى".