تابعت بدقة شديدة ردود الفعل القطرية على اتفاق السلام الإماراتى الإسرائيلى. رد فعل عنيف يناسب مسار العلاقة بين الدولتين المتوتر بطبيعة الحال منذ ٢٠١٧. قادت قطر بجيوشها الإعلامية ردود الفعل الرافضة للاتفاق. لم تكتف بعرض الفعل المضاد لكنها خلقت أجواء خبرية فصنعت منها مواقف ستساهم فى تعقيد العلاقات العربية العربية أكثر فأكثر.
منها مثلاً توريط السلطة الفلسطينية فى مهاجمة الإمارات التى كانت على علاقة طيبة مع الشعب الفلسطينى. كما خلقت تصريحات مصنوعة لقادة فصائل فلسطينية ووضعتهم جميعاً فى كفة حركة حماس، التى تطاولت فى رد فعلها تطاولاً موتوراً لم يخف خلفه الخلاف الأيديولوجى بين أبوظبى وتنظيم الإخوان الذى تنتمى إليه الحركة الكريهة.
نظمت قطر مؤتمرات جماهيرية مدفوعة الأجر فى غزة والضفة ضد الإمارات وقامت برصدها عبر جميع أدواتها الإعلامية. تسخين الأرض تحت الأقدام الإماراتية فى الوطن العربى لضرب مصالحها الاقتصادية والسياسية هو ما تفعله قطر. ذلك أن الدوحة التى تستخدم تلك النظرية عبر جيوشها الإعلامية المدفوعة الأجر هو الخطة الاستراتيجية التى تفعلها مع خصومها طول الوقت بدءاً من معركتها مع مصر ثم مع المملكة العربية السعودية ثم مع الإمارات عقب اتفاق السلام الأخير.
لا شك أن قطر ارتبكت بعد الإعلان الإماراتى ولم تدر ماذا تفعل، فهى لم تصرح رسمياً بموقفها لكنها أعلنت عنه ضمناً فى وسائل الإعلام المملوكة بشكل معلن وغير معلن. فهى تريد أن تكون بمفردها لديها علاقات متينة مع تل أبيب وكذلك تركيا. لا تريد لأبوظبى أن تكون قوة إقليمية حقيقية معتبرة كما تعمل القيادة السياسية الإماراتية فى محيط الخليج.
الدوحة تشتاط غضباً مكتوماً وتعض الأنامل من الغيظ لأنها ترى جارتها الكبيرة تتقدم فى سباق القوة والنفوذ والتقدم وهى تعاديها معاداة تختلف عن كل العداءات، سواء مع مصر أو السعودية، فهى ترى التطور الإماراتى يزداد وينمو حتى أضحت دولة محورية على ضفاف الخليج العربى يحسب لها ألف حساب، فهى لا تتلحف بجماعات الإسلام السياسى لكى تصنع لوزنها وزناً عبر توظيف قوى الإرهاب، وهى لا تقع تحت الاحتلال التركى الذى تحرس قواته الديوان الأميرى خشية عزله واقتياده للسجون والقتل جراء جرائمه الجنائية والسياسية والإقليمية والدولية.
قطر التى ثبت توظيفها الجماعات الإرهابية فى محاربة الاقتصاد الإماراتى فى عدد من البلاد ومنها قيادة التفجيرات الصومالية ضد رجال أعمال إماراتيين تقوم الآن بعملية تسخين الأرض فى الوطن العربى والإسلامى كله ضد المصالح الإماراتية، عبر قيادة آلة إعلامية ضخمة تتهم أبوظبى بالخيانة كما فعلت وتفعل مع القاهرة، وكما فعلت وتفعل مع الرياض.
واجب الوقت الآن يحتم على محور الاعتدال العربى الذى تقوده القاهرة والرياض وأبوظبى والمنامة مواجهة السلاح القطرى التركى الإخوانى وهو التشويه والكذب وخلط الأوراق. يجب مجابهة التزييف وتدعيم أفكار السلام وخلق رأى عام عربى وإسلامى حولها فى كل القضايا، خاصة فى الإرهاب والقضية الفلسطينية.
رسائل السلام المصرية والإماراتية فى القضية الفلسطينية يجب أن تسود فى قادم الأيام وإن طال الزمان!