أسرة متوسطة الحال عاشت حياة بسيطة هادئة في أحد شوارع حي شبرا الخيمة على مدار 25 عامًا، دون أن يعكر صفوها شيء، سوى أزمة غير متوقعة قبل شهرين، بعدما استيقظ أهل البيت في أحد الأيام على أصوات تكسير زجاج الشقة وأطباق الصيني، وتعددت وقائع التكسير على أوقات متباعدة حتى قبل 17 يوما.
مرحلة جديدة من الرعب، تبدأ أحداثها من الـ11 صباحا حتى الـ7 مساء، لا تعرف الأسرة المكونة من الوالدين و3 أبناء الراحة خلالها، حرائق متتالية وغامضة تنشب بشكل مفاجئ في أماكن متفرقة دون أسباب، تفسيرات عدة طرحت أمامهم لهذه المشكلة، إلا أن تفسيرًا وحيدًا بات هو الأقرب للأسرة.. "الجن".
الأمور الروحانية التي تعتمد عليها المباحث في تحديد أسباب اندلاع الحرائق داخل أي مكان سكني، تأتي في المراحل الأخيرة، وذلك بعد عدم العثور على أدلة كافية لوجود شبهات جنائية تفسر الواقعة، وفقًا للواء علي عبد الرحمن الخبير الأمني.
ولفت عبد الرحمن، خلال حديثه مع "الوطن"، إلى أنه يتم خلال التحقيقات في أي واقعة اشتعال حريق متكرر بمكان ما، إلى التوجه أولًا للبحث عن وجود شبهة جنائية.
واستكمل الخبير الأمني: "بيتم التحقيق أولًا في ما إذا كان هناك خلافات لأهل المنزل مع حد أم لا، أو وجود أعداء ليهم، أو وجود طفل أو شخص معاق ذهنيًا وسط الأسرة ممكن يتسبب في إشعال الحرائق، أو مثلا وجود إهمال ما من أصحاب المنزل، وفي النهاية إذا لم يتم العثور على أي أدلة جنائية، بيتم الاشتباه في تعلق الأمر بالعالم الآخر".
اشتعال 12 منزلا في كفر الشيخ
ولم تكن واقعة الحرائق المتكررة ذاتيًا داخل شقة شبرا هي الأولى من نوعها، إذ شهدت قرية 45 الشراقوة التابعة لمركز الحامول في كفر الشيخ، في أواخر يناير الماضي، اشتعال النيران المجهولة المتكررة في منازله الأهالي، أيام الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع، وخلال شهر كامل، سعى الأهالي لمعرفة سبب اشتعالها لكنهم لم يتوصلوا للفاعل، وانتقلت الأجهزة المعنية وفريق من الأدلة الجنائية لمعرفة سبب الحرائق التي التهمت محتويات قرابة الـ12 منزلاً متجاورة بالقرية، وسيطرت فكرة اتهام "الجن" على بعض الأهالى، ما دفع الشرطة لتعزيز تواجدها طيلة الأيام لمعرفة السبب.
وبعد مرور ما يقرب من شهر كامل، كشف قطاع الأمن العام، بالتنسيق مع إدارة البحث الجنائي بكفر الشيخ، لغز 12 حريق في قرية "45" الشراقوة، بمدينة الحامول، تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، لغز الجريمة، وتبين أن طفلة في الصف السادس الابتدائي، وراء اشتعال النيران، ونشوب تلك الحرائق على فترات زمنية متقاربة، وتبين أنها نفذت تلك الوقائع على سبيل اللهو والعبث، وشغفها بردود أفعال الأهالي بتلك القوى غير الطبيعية.
تعليقات الفيسبوك