ارتدت الحجاب واستشهدت بحديث.. رئيس وزراء نيوزيلندا "نموذج إدارة أزمات"
جاسيندا أردن
لا يأتي كل يوم حادثًا يشبه الهجوم على مسجدي نيوزيلندا ليكون هناك نموذجًا واضحًا للتعامل مع مثل هذه الكوارث في مختلف الظروف، إلا أنَّه وبعد دقائق معدودة بعد الهجمات التي حصدت أرواح 50 شخصًا وفي الوقت الذي تمر به البلاد بوقت عصيب نظرًا لبشاعة الجريمة والتي من شأنها أن تكون سببًا في إحداث فوضى بسبب ما ظهر من عنصرية في هذا الحادث، كان تعامل رئيس وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردن، مثالًا لإدارة الأزمات، فكانت واضحة منذ البداية بشكل لم يُعتد على سماعه بهذه البساطة من المسؤولين عقب هجمات مماثلة.
قالت "أردن" لضحايا الهجوم آنذاك: طنيوزيلندا وطنهم.. وهم نحن"، رافضة الحديث عن المجرم في الوقت الذي وصفت كل ما حدث بالعمل الإرهابي، كما قامت أردن بإجراء إصلاحات سريعة شملت التعديل على قوانين حيازة السلاح، بالإضافة إلى وضع ضوابط للحد من تكرار مثل هذه الحالات.
كما عززت رئيسة وزراء نيوزيلندا الوجود الأمني لتأمين وحماية المساجد لتفادي أي أعمال عدائية، إضافة إلى زيارتها لذوي الضحايا في بيوت العزاء التي أقيمت مرتدية الحجاب الإسلامي تضامنًا لذوي الضحايا.
كما أكّدت التزام بلادها بإحضار ذوي الضحايا على نفقة الدولة، وإرجاع جثامين الضحايا لمن يريد من ذويهم دفنهم في بلادهم على نفقة الدولة، إضافة إلى أنها ألقت كلمة مرتدية الحجاب أيضًا في ساحة "هاجلي بارك" حيث تُقام صلاة الجمعة أمام مسجد النور، وهو أحد المسجدين اللذين تعرضا للاعتداء، مستشهدة بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وفي هذا اليوم تمّ رفع أذان صلاة الجمعة في جميع أنحاء البلاد عبر التلفزيون والإذاعة الوطنيين تضامنا مع الضحايا، لتعطي "أردن" التي لم تبلغ الـ40 عامًا نموذجًا في فن إدارة الأزمات.