كل ما تريد معرفته عن يوم عاشوراء
تصدر يوم عاشوراء تريند جوجل للكلمات الأكثر بحثًا، وهو الذي يوافق 10 من شهر محرّم من كل عام هجري، وفي هذا اليوم نجّى الله نبيه موسى عليه السلام ومن آمن معه من فرعون.
ويتساءل البعض عن فضل صيام ذلك اليوم، وحكم الإفطار سهوًا وغيرها من الأمور التي تثير تساؤل بعض المسلمين اليوم، ونرصد لكم في التقرير التالي، كل ما تريد معرفته عن يوم عاشوراء، وفقا لموقع دار الإفتاء المصرية:
حكم صيام يوم عاشوراء منفردا إذا وافق يوم السبت
لا مانع شرعًا من إفراد يوم السبت بالصوم فيه إذا وافق يوم عاشوراء، وذلك لأنه يوافق عادة؛ كمن يصوم يومًا ويفطر يومًا، أو إذا وافق يوم عرفة أو يوم عاشوراء وغير ذلك من صوم النافلة، حيث جاء في (المغني) لابن قدامة (3/ 171): [وَإِنْ وَافَقَ -أي يوم السبت- صَوْمًا لَإِنْسَانٍ لَمْ يُكْرَهْ -أي إفراده بالصوم-]".
حكم وفضل صيام يوم عاشوراء
صيام يوم عاشوراء سنة عن النبي، ويترتب على فعل هذه السُّنَّة تكفير ذنوب سنة قبله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، أخرجه البخاري في "صحيحه".
وعن أبي قتادة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
ومن فضائل عاشوراء أن الله تعالى جعله زمانًا لقبول التوبة وإجابتها؛ فعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنْ كُنْتَ صَائِمًا شَهْرًا بَعْدَ رَمَضَانَ فَصُمِ الْمُحَرَّمَ؛ فَإِنَّهُ شَهْرُ اللهِ، فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ، وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ» رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"، والترمذي في "الجامع" وحسنه"، والدارمي في "السنن".
حكم صيام يوم تاسوعاء
صيام يوم تاسوعاء قبله سُنة أيضًا؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، أخرجه مسلم في "صحيحه".
وتقديم صيام تاسوعاء على عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، بالإضافة إلى وصل يوم عاشوراء بصوم، والاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
إقرأ أيضًا.. الأدعية المستحبة يوم عاشوراء
هل يشترط النية من الليل لصوم عاشوراء؟
يجوز صيام يوم عاشوراء إذا نوى الشخص الصيام قبل الزوال (قبل دخول وقت الظهر بقليل)، حيث أن صوم التطوع غير الواجب تجوز فيه النية قبل الزوال؛ فعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتيها وهو صائمٌ فيقول: «أَصْبَحَ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ تُطْعِمِينِيهِ؟» فتقول: لا، فيقول: «إِنِّي صَائِمٌ» رواه النسائي.
حكم من أكل أو شرب ناسيًا في نهار يوم عاشوراء
من أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان أو في صيام التطوع لا يفسد صومه وله أن يتم الصوم؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَن أُمَّتِي الخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» رواه ابن ماجه والطبراني والحاكم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَن نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» رواه الجماعة.
حكم الاحتفال بـ "يوم عاشوراء" بغير الصيام
يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء؛ لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان".
تعليقات الفيسبوك