"العظيم وحده الذى يحول أصوات العاصفة إلى أغنية"، جملة لجبران خليل جبران، كأنها كُتبت لتصف قصة تلك السيدة اللبنانية التى قررت بعد دقائق من انفجار مرفأ بيروت أن تقاوم الدمار والحزن بالموسيقى من خلال العزف على آلة البيانو رغم خراب بيتها وهلاك أشيائها الثمينة من حولها، جسدها الفنان التشكيلي اللبنانى عادل أبو حيدر، فى لوحة فنية غاية في الجمال، توثق تلك اللحظة الاستثنائية التي تشع بالأمل والتفاؤل.
يحكى أنه ربما أُصيب بصدمة نفسية عقب الحادث، جعلته يتوقف عن حمل ريشته إلى أن شاهد مقطع فيديو تم إرساله له عبر "الواتس اب"، لسيدة تكسر آثاث بيتها وعم الخراب من حولها لكنها قاومته بالعزف: "قصتها أعطتني القوة خاصة أنها سيدة مسنة، قررت أرسمها وكانت السبب في أني أرجع أرسم من تاني بعد الحادث"، حسب الفنان اللبناني عادل أبو حيدر.
استوحى "عادل" من هذه السيدة موضوع لوحته التي توثق الحادث ولكن بنظرة إيجابية واختار لها عنوان "بيروت السلام"، لافتًا إلى أن اللوحة تعكس الروح المُحبة للحياة: "هذه السيدة العظيمة حولت التفجير لمعزوفة أتمنى الوصول إليها لتشرف بمعرفتها".
ظل خمسة أيام متواصلة يجسد تلك اللحظة البطولية من حياة السيدة المسنة بألوانه الزيتية التي ترجمت أحداثها بدقة تخطف الأنظار، تعكس تفاصيل غرفة تساقطت أحد جدرانها وبقايا أثاث متناثرة في كل مكان، وموسيقى عذبة تفوح في الهواء جعلت حمام السلام يقف على طرف شرفتها يستمع إليها بإعجاب: "السيدة حكت رسالة غير مرئية من خلال تصرف لا إرادي أعطانا جميعا أمل وقوة بأن الحياة ستستمر مهما كان"، جسد "عادل" في بداية العام أيضًا أحداث حرائق استراليا، مؤكدًا أن هذا العام كان مليء بالأحداث المؤلمة والقاسية على الجميع.
تعليقات الفيسبوك