عبدالله رشدي ضد الجميع: أنا صح.. ومنتقدوه: بتاع ترافيك ومش فاهم
عبد الله رشدي
حالة من الجدل مستمرة دائما حول الداعية عبدالله رشدي، بسبب آرائه ومواقفه التي تتعلق بعدد من القضايا الجدلية، السيما قضايا المرأة، ما استدعى وزارة الأوقاف بعد تحقيق طويل لمنعه من صعود المنبر، ثم إحالته الوزارة إلى باحث دعوي لمدة عام وهو عمل يختص بالأبحاث العلمية.،
قرار الأوقاف لم يمنع رشدي من مواصلة مواقفه، فالشيخ المثير للجدل وصف قرار وزارة الأوقاف بأنه بلا سند قانوني، إذ لا مشكلة له مع الوزارة وإنما القضية تتعلق بما يكتب على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حسب قوله.
وأضاف "رشدي"، في تصريح خاص لـ"الوطن"، أنَّه طعن من قبل على قرار سابق لوزارة الأوقاف بمنعه، والمحكمة ردت له الحق وذكرت وقتها أنَّ القرار "تعسفي"، على حد قوله.
وتابع: "سأسلك نفس المسلك القانوني السابق تجاه قرار الوزارة الجديد بمنعي من صعود المنبر، وإذا تكرر القرار لثالث مرة وأكثر سأتبع الطريق القانون، فنحن في دولة مؤسسات"، مؤكّدًا أنَّه لم يقل شيئاً يخالف تعاليم الشرع والدين، أو يخالف نصاً قانونياً.
عبدالله رشدي: لم أضر المنبر في شيء
وتابع: "لم أضر المنبر في شيء، والمضرون بالمنبر هم من يخالفون ثوابت الدين"، مؤكّدًا أنَّ جميع خطب الجمعة موجودة بوزارة الأوقاف، وإذا كانت هناك أخطاء له كانت الوزارة ستحوله للتحقيق منذ البداية، ولكنه ملتزم بتعليمات الوزارة في كل صغيرة وكبيرة.
وردًا على مهاجميه، قال الشيخ عبدالله رشدي: "من يهاجمني يكون إما بسبب عدم فهمه للكلام أو يكون فاهم بس الكلام مش عاجبه"، لافتًا أنه يقوم بإعادة الشرح مرات عديدة وبأشكال مختلفة لمن لا يستطيع فهم الكلام، بحسب قوله، وتابع: "أما من يفهمون مغزى الكلام فالهجوم منهم متوقع لأنهم يريدون هدم ثوابت الدين".
رشدي: ماقلتش حرف واحد خارج المذاهب الأربعة
وأضاف رشدي، أن ما يقوله هي أمور معلومة وموجودة ولا يوجد حرف واحد يخرج عن المذاهب الفقهية الأربعة المعتمدة الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، حسب قوله، قائلاً إن بعض الناس ربما يقتطعون جزءاً من الكلام لكي يُحدثوا بها ما يريدونه من ضجة.وتابع: "من يقوم بعمل ضجة حول ما أقول هم من يريدون إلغاء بعض المفاهيم الدينية اللي مش عجباهم في المجتمع، ومن يدافع عن هذه المفاهيم والقيم يقومون بتشويهه".
في المقابل، قال عبدالغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، إن الداعية عبدالله رشدي لا يعرف الفرق بين الدعوة وصناعة الترافيك وأرقام الإعجاب والشير، فأسلوب الدعوة مختلف عن السوشيال ميديا، متابعا إن الدعوة لها طابع خاص تكون عبر خبرات متراكمة، ولها أهداف مختلفة، فلا يطمع الداعية في الربح، وإنما ينشر الفكر الوسطي بين الناس، فالداعية لا يتماشى مع هوى الناس ولا رغباتهم، وإنما وفقا لشرع رصين يحكم كل شيء، سواء كلامه وأسلوبه وحتى نواياه.
"هندي": عبد رشدي يحب اثارة الفتن وجمهوره من المتشددين
وأضاف لـ"الوطن" أن الداعية صاحب منهج يجمع الناس ويؤلف بين قلوبهم، بينما الإسلام السياسي يهدف للتربح من الدين، على كل المستويات، سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، فأينما وجد هدفًا غير نشر الفكر الوسطي فهذا ليس من الدين ولا علاقة له بالدعوة الدينية، وإنما التجارة بالدين، وهذا عين ما سقط فيه الداعية عبدالله رشدي، فهو بأسلوبه دائم الشجار والخلاف والهجوم ويمارس بطريقته تقسيما للناس ويحب إثارة الفتن في كل شيء، فما من أزمة إلا ويدلو بدلوه ليحولها لفتنة عارمة.وتابع: لو لاحظنا جمهور الداعية المذكور سنجده بعض المتشددين الذين يحاول دائمًا التعبير عنهم بتبني الآراء المتشددة لكي يلبي رغباتهم، وعليه أن يتخلى عن أسلوبه في السعي الدؤوب خلف التريند والترافيك، وغيرها من الأمور التي تضعه في شكل سيئ دائمًا، وقد أحسنت وزارة الأوقاف في وقف "رشدي" وعليها منعه من الظهور نهائيًا.
"شاهين": اراء عبدالله رشدي لاتتماشى مع الواقع
وانتقد الشيخ مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بعض آراء الداعية عبدالله رشدي، واصفًا إياها بأنها تغيب عن فقه الواقع وفقه التعايش، مضيفًا أنه من الممكن أن تكون بعض آراء رشدي صحيحة من الناحية الفقهية في زمان ما، لكنها لا تتماشى مع الواقع.
وأضاف شاهين، لـ"الوطن"، أن بعض الآراء كانت تتماشى مع أزمنة سابقة، لكنها لا تناسب الفترة الحالية، لا سيما أننا في ظل أوقات تُستهدف فيها الأمة من أعداء في الداخل قبل الخارج، وفق تغير الزمان والمكان، موضحًا: "إذا استغل رشدي ملكته الدعوية في نشر المحبة بين الناس ونزع فتيل الفتنة الطائفية الذي يحاول البعض إشعاله لكان ذلك أفيد، فليس من الحكمة أن تُثار مثل قضايا جدلية وخلافية في هذا التوقيت الصعب، وهي معلومة للناس، وقد تضره أكثر مما تفيده".