لم يمنعه سنه من ممارسة هواياته، واستخدام وقته فيما هو مفيد وممتع، بكل نشاط وحيوية، جلس على كرسي بجوار حديقة إحدى شاليهات قرى الساحل الشمالي، وأمامه "جردل" من الأسمنت الأسود يأخد منه بسكينة المعجون ويضعها على الطوب الأحمر ثم يميل بجسده بالقرب من الأرض لعمل سور تجميلي.
"مصطفى حاتم".. دكتور ورئيس قسم رياضيات سابق في جامعة حلوان، خرج على المعاش منذ أكثر من 10 أعوام، وتوفيت زوجته أم بناته الاثنين، عاش بعدها بمفرده ودخل في حالة من الاكتئاب، فقرر حينها تعلم عزف البيانو: "بناتي عايشين معايا بس كل واحدة ليها حياتها".
ربما لم يكن البيانو كافي بالنسبة له، لذا قرر الزواج مرة ثانية، ويأتي مع زوجته إلى منزله في الساحل الشمالي للاستمتاع بالصيف، ولكنه وجد المربع السكني الذي يعيش به يحتاج إلى التجميل والاهتمام به، تحدث مع سكان المنطقة لتزينها وزرع الأشجار، فقرر البدء بمفرده، قائلا: "اكتر من مربع مهمل في القرية اتكلمنا مع السكان واتحمست وكنت متفق مع عمال يعملوا الشغل بس خلفوا الميعاد مرتين فقولت هبدأ لوحدي مش هستناهم".
حياة الرجل السبعيني مليئة بالذكريات والعمل الناجح، حيث أنه كان يشغل منصب مدير الشرق الأوسط في الدراسة الدولية "تيمس" التي تقيم التعلم في مواد القراءة والرياضيات والعلوم، أي أنه خبير دولي في التعليم، كما أنه عمل في مصانع الطائرات لاحتياجهم لتخصص الرياضيات، وذلك بسبب دراسته الميكانيكا وقت الدراسة بالكلية كنوع من الهواية.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل طلبه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بعد خروجه على المعاش ضمن 7 آخرين، قائلا: "القذافي أخدنا 7 دكاترة وأرسلنا إلى سنغافورة، مكثنا 3 أسابيع وتعلمنا نظام التعليم ونقلناه إلى مصر، ومن ثم تم الاتفاق مع شركة كورية تعمل على إنشاء المدارس، وتم إنشاء مدارس "مفيش زيها في أمريكا".
"الشباب شباب القلب أنا عدد السنين كتير لكن حاسس زي إني صغير وزي ما انتوا شايفين بلعب في الرمل".. هكذا وصف مصطفى شعوره تجاه نفسه، مضيفًا أنه يحب الرياضة، حيث حصل على بطولات جمهورية في ألعاب القوى، مثل "رمي الرمح والقرص وسباق تتابع"، كما أنه كان يلعب رياضة كرة السلة ولديه هواية في ممارسة السباحة، واختتم الدكتور كلامه: قائلا: "لسه هفضل بعمل حاجات مفيدة، المعاش برده متعة".
تعليقات الفيسبوك