الأزهر لأئمة ليبيا: واجهوا التطرف وانشروا المواطنة وادعموا مؤسساتكم
دورة أئمة ليبيا
تبذل المنظمة العالمية لخريجى الأزهر، جهودا كبيرة في تدريب الأئمة حول العالم، وكان آخر التدريبات، ورشة عمل لـ 15 طالباً وطالبة من الليبيين الدارسين بجامعة الأزهر، بعنوان "الأخوة وحرمة الاعتداء والإيذاء"، عبر الفيديو كونفرانس تماشيا مع الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا كوفيد 19، وفى إطار دورها المتواصل فى تثقيف الطلاب الوافدين من مختلف جنسيات العالم ونشر صحيح الدين الإسلامى بمنهجه المعتدل ومواجهة الفكر المتطرف.
وقد جاء تدريب أئمة ليبيا ليؤكد على ضرورة نشر مفاهيم المواطنة والانتماء، والمشاركة المجتمعية وأن العمل على النهوض بالأوطان واجب شرعي، وأكد الدكتور ابراهيم الهدهد المستشار العلمي لمنظمة خريجى الأزهر، أحد المحاضرين بالدورة، على أن تعاليم الإسلام جاءت للتأكيد على الأخوة بين بنى البشر، ولتحفظ الروابط المشتركة بين الجميع، من أجل استقرار المجتمعات، موضحاً أنها حذرت أيضاً من الاعتداء وإيذاء الأنفس المعصومة، فالمسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده.
وشدد "الهدهد"، أنه يجب على أفراد المجتمع الواحد بنشر قيم المواطنة والانتماء، حيث يقوم الوطن على مشاركة أبنائه ودعمهم، لافتًا إلى أن الاعتداء والإيذاء ليس من قيم وفلسفة الدين الإسلامي الحنيف، وأضاف الهدهد أن من يعين على هدم الوطن لا يستحق أن ينول شرف أن يكون من أبناء الوطن، وأكد أن المشاركة المجتمعية والعمل على النهوض بالأوطان واجب شرعى وضرورة ملحة، موضحاً أنه ما من دولة قامت وتقدمت إلا بمشاركة كافة أبنائها بمختلف أقاليمها، في كل مؤسساتها ، سواء في الأمور العامة أو في الجيوش أو القضاء، أو في غيرها من المجالات.
وأوضح، أن المؤسسات الحديثة في كل الدول هي التي تحدد مصيرها ومرتبتها بين مصاف الدول، ماكد على ضرورة دعم المؤسسات الوطنية، ومواجهة الأفكار المتطرفة، ونشر قيم المواطنة والانتماء، حيث يقوم الوطن على مشاركة أبنائه ودعمهم لمؤسساته الوطنية في كافة المجالات، وأوضح، سلاح أمتنا في الوقت الراهن فى مواجهة هذه التحديات هو الايمان بأن الأوطان لابد أن تبنى على الحب وعلى الوئام بدلا من التناحر والخصام.
قال أسامة يس نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة ، أنه يأمل أن تكون هذه الدورة امتداداً لجهود المنظمة وتواصل فرعها الرئيس بالقاهرة مع فرع ليبيا ومكاتبه المنتشرة في ربوع البلاد.
وثمن نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة، جهود فرع ليبيا وأنشطته المتواصلة في محاربة التطرف ، من قوافل وندوات ولقاءات في مختلف المناطق، لنشر فكر الازهر الشريف، وطالب المتدربين بالتواصل بصفة مستمرة مع كبار علماء الازهر الشريف لتوضيح القضايا الملتبسة.
وأشار الدكتور عبد الدايم نصير الأمين العام للمنظمة ومستشار شيخ الازهر الشريف، إلي مرور ليبيا بالعديد من التحديات في الوقت الراهن ، مما يتطلب تضافر جميع الجهود للخروج من هذه الازمات المفتعله والتي تهدف لزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية. وطالب الدكتور نصير الأئمة والدعاة أن يكونوا علي قدر التحدي، وأن يحرصوا علي التواصل الدائم مع المنظمة لنشر فكر الازهر الشريف و قيم الدين الإسلامي السمحة.
وعبر أكرم الجراري رئيس فرع المنظمة بليبيا، عن تقديره للدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر الشريف، ودوره في دعم أئمة وعلماء ليبيا في ظل هذه الظروف الصعبه، مؤكداً أن الازهر الشريف بعلمائه يعد أهم ركائز مواجهة الأفكار المتطرفة الوافدة بنشر قيم الاعتدال والتصدي للتطرف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله.
وألقي الشيخ نوري فرج الجراري كلمة نيابة عن المتدربين ، أشاد فيها بدور الازهر الشريف ومنهجه ودوره التاريخي عبر الأزمات، والجهود التي تقوم بها المنظمة في مكافحة الغلو والتشدد ، وقال أن معاناة ليبيا من الفراغ الديني هو مادفع جماعات التطرف والإرهاب ، لاختراق المجتمع الليبي بالأفكار الشاذة الإرهابية البعيدة كل البعد عن طبيعته ، مشيراً إلي أن الفوضي الفكرية وفوضي الفتاوي التي تعاني منها المنطقة، جعلت البعض يبتعد عن الدين والبعض عرضة للاستقطاب من جماعات التطرف.