24 ساعة من الرعب.. التفاصيل الكاملة لاختطاف طفلة كفر الشيخ
الخاطفون راقبوا المنزل شهراً كاملاً وطلبوا 3 ملايين جنيه فدية
طفلة كفر الشيخ التي أعادتها الشرطة بعد خطفها
24 ساعة من الرعب عاشها ذوو الطفلة جنى حمادة الشناوي، البالغة من العمر 5 أعوام والمقيمة بقرية أبو شامة التابعة لمركز الرياض، عقب اختطافها وطلب فدية 3 ملايين جنيه، لتُكلل جهود قوات الشرطة بالقبض على الخاطفين بعد ساعات، وتعود الطفلة لتحضن والدتها التي أغشي عليها عقب علمها بخطف أبنتها.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة والثلث، مساء أول امس، حينما تلقى والد الطفلة "جنى"، مكالمة هاتفية لم تتخط مدتها الدقيقتين، من أحد الأشخاص المجهولين، يطلب 3 ملايين جنيها مقابل إطلاق سراح طفلته، محذرا من إبلاغ الشرطة، لعدم تعرضها لمكروه، يُغلق الشخص المجهول هاتفه، ليبدأ الحزن وتتعرض والدتها للإغماء، تستجمع قواها ويبادر الأب وشقيقه بالاتصال بقوات الشرطة، التي لم تتأخر أكثر من دقائق معدودة هي المسافة بين مركز شرطة الرياض ومنزل الطفلة، لتبدأ مساومات بين الأب والخاطفين طوال 12 ساعة، هذا كان المشهد الأول من قصة الطفلة.
الطفلة كانت تلهو بجوار المنزل مع نجل عمها، ليأتي "توك توك" يستقله شخصان يقومان بخطفها وكتم أنفاسها، ويسرع إلى خارج القرية دون أن يراه أحد، لتبدأ المساومات مع ذويها بعد مراقبة المنزل قرابة الشهر كاملاً لعلمهم بالحالة المادية المتيسرة لذويها، ولأن اثنين من الخاطفين من قرية الطفلة، فهما يعلمان جيدا أن ذويها يملكون من الأموال والأطيان الكثير.
12 ساعة من المساومات والمراوغات بين أهل الطفلة المخطوفة والخاطفين، بناء على طلب رجال الشرطة، الذين بدأوا بوضع خطة محكمة أولها فحص كاميرات المراقبة، المجاورة للمكان، حتى أمكن تحديد شكل "مركبة التوك توك"، وتبين أنها ملك لأحد الأشخاص بقرية العاقولة المجاورة، انطلقت مأمورية إلى منزله وتبين أنه هارب فجرى ضبط ذويه للضغط عليه، وبسؤالهم تبين أنه كان مع أحد الأشخاص بالقرية التي تقطن بها الطفلة، فعاد رجال المباحث وأهالي الطفلة مسرعين وهم في طريقهم للعودة شاهدوا الشخص الذي اتهمه ذوو شريكه فجرى ضبطه واعترف بالواقعة.
مشاهد القصة لم تنته عند هذا الحد، حيث ظل ذوو الطفلة في مساومات من السادسة مساءً حتى السادسة صباحا محاولين التحجج للخاطفين بوجود ظرف طارئ وهو تعرض والدة الطفلة لحالة إغماء ووجب نقلها للمستشفى، محاولين تأجيل دفع 3 ملايين جنيه للخاطفين، وحتى يتمكن رجال الشرطة من تحديد أماكنهم، حيث إن أحد المتهمين يقوم بالاتصال من أرقام هواتف مختلفة وبعضها غير مُسجل بالشركة، يتعرض ذوو الطفلة تارة للتهديد وأخرى بقتلها، ما خلق حالة من الرعب في نفوسهم، لكن والدها حاول الثبات ليتمكن رجال الشرطة من تحديد هوية الخاطفين، وفقاً لتصريحات والد الطفلة وعمها الخاصة لـ"الوطن".
"توك توك" كلمة السر.. وأحدهم انهار واعترف بعد القبض على شركائه
" جالي تهديدات بقتلها، بس كنت متأكد انهم مايعرفوش يعملوا كده، كان كل شوية يتصل من رقم مختلف، وكنت أطول معاه المكالمة واتحجج أن أمها تعبانة فلازم نأجل دفع الفلوس، مرة أقوله مراتي أغمى عليها ومرة نقلناها المستشفى، فضلنا كده 12 ساعة بنحاول نماطل في الوقت علشان ندي فرصة للشرطة تتحرك، ولما قبضوا على أهاليهم والخاطفين حسوا، قالوا لي هنسيب بنتك بشرط الشرطة تسيب اللي قبضت عليهم، فقلت لهم أشوف بنتي الأول فدلونا على الطريق"، هكذا يحكي والد الطفلة القصة.
يضيف عم الطفلة، "قلنا للخاطف إحنا جاهزين، قالولنا اتحركوا على الحامول، لأن كان فيهم اتنين من بلدنا واتنين من الحامول واتنين من العاقولة جنبنا، ومشينا واحنا في الطريق قالولنا البنت عند كوبري علي حسن بقرية معذور في 83 الخريجين، الواقعة على الطريق الدولي، والحقوها قبل ما تمشي، طبعا كانوا حابسينها في بيت مهجور طوال الليل، ورحنا جري مع الشرطة، لقينا رجل طيب أخد البنت كانت ماشية على الطريق، أول ما شافت عربيتي، قالت ده بابا، هي متعودة تقولي يا بابا، جرينا جري وخدناها في أحضاننا، وبكيت ومرعوبة، طمناها وخدناها، بصراحة الشرطة عملت مجهود كبير، وقالولنا خدوا البنت وروحوا وابقوا تعالوا نكمل الإجراءات بعد ما تطمنوا عليها".
يتابع عم الطفلة: "اطمنا على الطفلة وصممنا نكرم رجال الشرطة خاصة إنهم قبضوا على الخاطفين في أقل من 24 ساعة، مكناش مصدقين نفسنا، وعشنا ليلة صعبة بس الحمد لله".
عم الطفلة: ساومنا الخاطفين لنعطي فرصة للشرطة.. وكرمنا رجال المباحث
وتمكنت مباحث مركز الرياض التابعة لمديرية أمن كفرالشيخ، من إعادة طفلة جرى اختطافها وطلب فدية مليون جنيهاً وذلك خلال 24 ساعة والقبض على المتهمين، وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وكرم أهالي الطفلة ضباط الشرطة المشاركين في إعادة طفلتهم ومنحهم دروع شكر تكريما لهم.
وتلقى اللواء خالد العزب، مدير أمن كفر الشيخ، بلاغاً يفيد قيام مجهولين بخطف الطفلة جنى حمادة الشناوي، تبلغ من العمر 5 أعوام، في توك توك، حال سيرها في أحد الشوارع وفروا هاربين، فكلف اللواء إيهاب عطية، مدير إدارة البحث الجنائي، بسرعة ضبط الجناة وإعادة الطفلة لذويها.
شكل مدير المباحث فريقاً ضم المقدم فتحي رزق، مفتش فرع البحث الجنائي، والرائد محمد أبو حطب، رئيس مباحث الرياض، والرائد جمال عبد الناصر، رئيس مباحث الأداب، وجرى وضع خطة محكمة بعدما تلقى والد الطفلة اتصالاً من مجهول يطالبه بدفع مليون جنيه لإطلاق سراح طفلته.
وبعد عمل التحريات وفحص آخر أماكن تردد الطفلة وتفريغ بعض كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان، أمكن تحديد مرتكبي الواقعة وتبين أن وراءها عاطلا، له معلومات جنائية، مقيم بدائرة المركز، الذى كان يقود مركبة "التوك توك" المستخدمة فى ارتكاب الواقعة، بالإشتراك مع 6 عاطلين، بينهم ثلاثة لهم معلومات جنائية.
عقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم، ماعدا متهم هارب، وبمواجهتهم بما توصلت إليه التحريات أقروا بها واعترفوا بارتكابهم الواقعة وقرر المتهم الأول بعقده العزم على ارتكاب الواقعة بدافع التحصل على مبلغ الفدية نظراً لعلمه بثراء أهلية الطفلة المجنى عليها واستعانته بباقى المتهمين لتنفيذها وقيامه بتاريخ الواقعة باستئجار مركبة "التوك توك" وخطف الطفلة بالإشتراك مع باقى المتهمين واحتجازها بمنزل أحدهم وقيام آخر بالاتصال بوالد الطفلة ومساومته على إعادتها نظير دفع مبلغ الفدية وعقب استشعارهم بملاحقتهم أمنياً وتضييق الخناق عليهم قاموا بإطلاق سراحها خشية ضبطهم، وجرى تحرير محضر.
وتوجه أهالي الطفلة بالشكر لرجال الشرطة ومنحوهم دروعاً تعبيرًا عن شكرهم وامتناناً لجهودهم المبذولة في إعادة الطفلة.