"قره باغ" يدق طبول الحرب بين أرمينيا وأذربيجان.. وتركيا تدخل على الخط
الصراع على الحدود الأذربيجانية الأرمنية
عادت الأوضاع للتصاعد عسكريا بين أذربيجان وأرمينيا والمتنازعتين منذ أكثر من عقدين على مرتفعات "ناجورنو قره باغ"، حيث حدثت اشتباكات صباح اليوم متبادلة وسط حالة استنفار عسكرية توحي بأن طبول الحرب تدق بين الدولتين.
وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، اليوم، إن الجيش الأذربيجاني يقوم بقصف منشآت عسكرية في أرمينيا.
وأضاف في خطاب تليفزيوني، حول تفاقم الوضع على خط التماس في "قره باغ": "هذا الصباح، قامت القوات المسلحة الأرمنية، مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة، بقصف مواقع الجيش الأذربيجاني والعديد من المراكز السكنية في مناطق مختلفة".
الرئيس الأذربيجاني يؤكد وقع مصابين بين العسكريين والمدنيين
وأضاف: "ونتيجة للقصف، وقعت إصابات في صفوف السكان المدنيين وبين العسكريين، ويقوم الجيش الأذربيجاني بضرب مواقع عسكرية أرمنية في الوقت الراهن".
وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن القوات المسلحة الأرمنية أطلقت النار على مراكز سكنية على خط التماس في "قره باغ".
ووفقا لها أسفر القصف عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين. وبحسب وزارة الدفاع الأرمنية، فإن "قره باغ تعرضت لهجمات جوية وصاروخية".
أرمينيا تعلن الأحكام العرفية والتعبئة العامة
في المقابل، أعلنت الحكومة الأرمنية، اليوم، الأحكام العرفية في البلاد والتعبئة العامة على خلفية التصعيد العسكري مع أذربيجان في إقليم "قره باغ".
وكتب رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان على صفحته في "فيسبوك": "المواطنون الأعزاء، تم الآن بقرار من الحكومة إعلان الأحكام العرفية والتعبئة العامة في أرمينيا. أدعو جميع أفراد الاحتياط للحضور إلى مقرات المفوضيات العسكرية".
بدوره، قال وزير الدفاع الأرمني دافيد تونويان إن "ردنا هذه المرة سيكون أكثر شدة من أي وقت مضى"، مؤكدا أن "الجيش الأرمني يمتلك كل الوسائل اللازمة لسحق عدونا مرة أخرى".
"الدفاع" الأرمنية: آلاف المواطنين جاهزون للتطوع للقتال في "قره باغ"
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية شوشان ستيبانيان، أن آلاف المواطنين يريدون التسجيل كمتطوعين للذهاب إلى جبهات قره باغ، مضيفة في الوقت نفسه أنه ليست هناك حاجة حاليا لتجنيد متطوعين.
واتهم باشنيان في وقت سابق اليوم أذربيجان بشن هجوم على "قره باغ"، في حين تحدثت "باكو" عن تعرض أراضيها على خط التماس لقصف أرمني.
تركيا تدخل على خط الأزمة وتؤكد دعمها "أذربيجان"
بدوره، أصدر وزير الدفاع التركي تصريحات دان فيها ما أسماه الهجوم الأرمني، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب أذربيجان في الدفاع عن وحدة أراضيها.
واعتبر الوزير "موقف أرمينيا العدواني أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار في القوقاز"، مطالبا بالرجوع فورا عن هذا العدوان.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية دعمها المطلق لأذربيجان واستعدادها للوقوف إلى جانبها، حيث دان الناطق الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين ما وصفه بالاعتداء الأرمني الأخير على أذربيجان، وعبر عن تأييد أنقرة لباكو في ظل هذه الظروف.
وكتب "قالين" عبر "تويتر" اليوم أنه "يدين بشدة هجوم أرمينيا على أذربيجان"، مضيفا أن "أرمينيا بهجومها على المناطق المدنية أخلت مرة أخرى بوقف إطلاق النار، وأظهرت وقوفها ضد الاستقرار والسلام".
كذلك قال رئيس البرلمان التركي، مصطفى سنتوب، إن "أرمينيا دولة إرهابية لا تهدد أمن أذربيجان فقط بل المنطقة بأكملها".
أستاذ علاقات دولية: التوازنات الدولية لن تسمح بمواجهة واسعة بين الطرفين
في هذا السياق، قالت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "القاهرة" إن المواجهات بين أذربيجان وأرمينيا تتجدد من وقت لآخر، لأن أصل النزاع بينهما لم يحل وهو التنازع حول إقليم ناجورنو قره باغ.
وأوضحت "الشيخ" أن الإقليم قانونيا يقع ضمن أراضي أذربيجان، لكنه قاطنيه أغلبيتهم من الأرمن، ولم يحل هذا النزاع وتقام خطوط التماس، لكنها عرضة للاختراق في أي وقت.
ولفتت "الشيخ" إلى أن تركيا تتدخل هنا لما لها من مصالح مع أذربيجان وخصوصا أن الأذر عرقيا هم أتراك، وهناك مصالح عدة تربط بين الدولتين اقتصاديا وسياسيا.
وترى أستاذ العلاقات الدولية أن التوازنات الدولية في هذه المنطقة لن تسمح بأن يكون هناك حرب متواصلة أو مواجهة واسعة بين الطرفين، وسيكون هناك تدخل للتهدئة.