حواديت السينما: حكاية فيلم لأحمد زكي عن الإرهاب لم يرى النور
أحمد زكي
دوما ما يجتمع الفنانون والكتاب في العديد من المشاريع السينمائية التي يتفقون على تنفيذها ولكنها في النهاية لا ترى النور ولا يشاهدها الجمهور، ويقف وراء ذلك العديد من الأسباب ما بين توقف الإنتاج أو اعتذار أحد الفنانين أو المخرج عن استكمال العمل.
وفي فترة التسعينيات اهتم العديد من الفنانين والمبدعين بظاهرة الإرهاب ووقوع عدد من الحوادث الإرهابية بتلك الفترة وبما أن الفن هو مرأة المجتمع شهدت السينما المصرية عددا من الأفلام التي أنتجت في ذلك الوقت وتناقش تلك القضية مثل "الإرهابي" للفنان عادل إمام ولينين الرملي ونادر جلال، فيلم "الإرهاب" للفنانة نادية الجندي والفنان فاروق الفيشاوي.
ومن أبرز الفنانين بتلك الفترة الفنان الراحل أحمد زكي والذي كان بالفعل بدأ في العمل بمشروع فيلم سينمائي يجمعه بالمخرجة إيناس الدغيدي والمؤلف عبد الحي أديب في فيلم "ليلة إغتيال كمال أبو النجا" والذي ناقش من خلاله ظاهرة الإرهاب ولكن الفيلم لم يكتمل ولم يتم تصويره أو عرضه سينمائيا.
وعن ذلك الفيلم تحدث الكاتب والسيناريست الراحل عبد الحي أديب في لقاء صحفي عام 1994 قائلا إن الفيلم يعد دراما تسجيلية تستعرض أحداث التطرف والإرهاب والعمليات الإرهابية التي شهدتها مصر بتلك الفترة من خلال بطل الفيلم وهو صحفي يدعى "كمال أبو النجا" والذي كان سيجسده الفنان أحمد زكي، وكان سيشارك في بطولة الفيلم كل من الفنانة رغدة والفنان محمد نوح.
وخلال حواره الصحفي أكد "أديب" أن الفيلم كان سيتناول جانب المرأة في قضية التطرف وكانت ستدور أحداثه في شكل ساخر حيث أن السخرية تعطي شكلا من الوضوح في عرض القضايا، وعن إختياره لإسم بطل الفيلم أكد "أديب" بأنه تعلم من نجيب محفوظ أن يأتي بأسماء أبطال أفلامه من دليل التليفونات بالصدفة مثلما كان يفعل نجيب محفوظ مع أبطال رواياته.
ولكن الفيلم لم يتم استكماله أو تصويره وكان من المشاريع الكثيرة التي كان ينوي تقديمها الفنان أحمد زكي ولم تستكمل دون أن يعلن أحد من فريق العمل أسباب التوقف.
يذكر أن السيناريست عبد الحي أديب يعد واحدا من كبار كتاب السيناريو والمؤلفين في السينما المصرة وتعاون خلال مشواره الفني مع كبار المخرجين والفنانين وقدم ما يقارب الـ150 فيلما سينمائيا خلال مشواره الفني كان أخرها فيلم "ليلة البيبي دول" والذي عرض بعد وفاته في عام 2008.