المخرج محمد شبل.. صاحب المواهب العديدة ورائد الرعب في السينما المصرية
أول أفلامه "أنياب" جمع فيه علي الحجار مع أحمد عدوية
المخرج محمد شبل
تعتبر أفلام الرعب من نوعية الأفلام الشهيرة على مستوى العالم والتي دوما ما تحقق نجاحا كبيرا لدى الجمهور، كما تحظى تلك النوعية من الأفلام على نسب مشاهدة عالية على مستوى العالم.
وفي السينما المصرية كانت هناك بعض التجارب لإنتاج تلك النوعية من أفلام الرعب والإثارة، منذ بدأت السينما المصرية تاريخها، وبالرغم من قلة تقديم تلك النوعية من الأفلام إلا أن عددا كبيرا من الفنانين والمخرجين قد حرصوا على تقديمها سواء بشكل جاد مثلما فعل الفنان الكبير يوسف وهبي أو بشكل كوميدي مثلما قدمها الفنان إسماعيل ياسين.
ومع بداية فترة ثمانينيات القرن الماضي بدأ الاهتمام بأفلام الرعب والتي كان من روادها بتلك الفترة المخرج محمد شبل، والذي قدم ما يقارب الـ4 أفلام سينمائية من تأليفه وإخراجه، وكان محمد شبل فنانا شاملا حيث اهتم بالكتابة والإخراج والتصوير السينمائي والمؤثرات البصرية، كما حرص على الإعداد الموسيقى لعدد من الأفلام وعمل فترة مع المخرج العالمي يوسف شاهين.
ولد محمد شبل في 24 يوليو عام 1949 وتخرج في معهد الدراسات السينمائية بنيوريوك كما عمل لفترة كمقدم للبرامج في مصر ومعد كما شارك في عدد من الأفلام بالتمثيل وبعد ذلك انتقل للكتابة الصحفية في عدد من الصحف والمجلات.
دوما ما كان المخرج محمد شبل مهتما بتقديم نوعية مختلفة من الأفلام في السينما المصرية بدأها في عام 1981 بفيلم "أنياب" من تأليفه وإخراجه والذي جسد محاكاة لقصة دراكولا في إطار موسيقي ورعب وجمع بين مطربين مختلفين من النادر أن يجتمعا كأبطال للفيلم "علي الحجار وأحمد عدوية"، والغريب بالأمر أن عدوية كان يجسد دور "دراكولا" خلال أحداث الفيلم.
وبعد مرور ست سنوات، وتحديدا في عام 1987 قدم المخرج محمد شبل الفيلم الشهير "التعويذة" من بطولة محمود ياسين ويسرا وعبلة كامل، والذي سرد خلال أحداثه قصة أسرة بسيطة تعيش بمنزل وترفض أن تبيعه لأحد الدجالين الذي يبدأ في استغلال الجان حتى يجعلهم يتركوا المنزل، وبهذا الفيلم نرى أسلوب المخرج محمد شبل قد تطور كثيرًا عن تجربته الأولى محاولا تقديم فيلم رعب بشكل افضل معتمدًا على المكياج ومونتاج المشاهد.
ومن هنا كان "ِشبل" رائدا في مجال أفلام الرعب بالسينما المصرية، ففي عام 1989 تأتي تجربته السينمائية الثالثة بفيلم "كابوس" من بطولة يسرا وأحمد عبدالعزيز وكانت آخر تجاربه مع السينما عام 1992 بتقديمه لفيلم "غرام وانتقام بالساطور" من بطولة إسعاد يونس وفاروق الفيشاوي.
ولا يخفى على أحد ممن يهتمون بالفن السينمائي بأن شخصية محمد شبل ظلت لغزًا حتى الآن، فالمعلومات حوله قليلة جدًا، وكان يهتم بدراسات العديد من المجالات المختلفة والمتشعبة وقد فارق الحياة في 2 أكتوبر عام 1996 عن عمر ناهز 47 عاما.