طفل مكافح بشواطئ مطروح.. عبده: بصرف على أهلي.. وحلمي أبقى ضابط
عبده: الجمل مصدر رزق عائلتي ويحتاج معاملة خاصة.. ونفسي أرجع المدرسة
"عبدالرحمن" عامل الجمل خلال عمله على شاطىء روميل بمرسى مطروح ليصرف على نفسه وأسرته
ترك مدرسته كي ينفق على أسرته، ويقوم بدور والده المسن الذي رسم الزمن خطوط الشقاء على وجهه طيلة سنوات عمره الـ90، وانحنى ظهره من حملها الثقيل، ليقرر الصبي أن يضحي بطفولته ويحمل مسؤولية عائلته، ويواصل مسيرة أبيه بالجمل على البحر في مرسى مطروح، لكن تغيرات كثيرة حدثت في الشهور الأخيرة، وداعبته أحلامه مجددا.
عبد الرحمن رمضان، 17 عاما، وشهرته "عبده"، شاب في مقتبل العمر لم يستطع أن يكمل دراسته وخرج في المرحلة الإعدادية تاركا المدرسة كي يعمل وينفق على نفسه وعلى والده ووالدته وأسرته، حسب روايته لـ"الوطن".
يقول عبده: "أعمل وحدي مع الجمل الذي أقوم بقيادته وتأجيره على البحر للمصطافين ممن يريدون ركوبه أو التصوير معه، والحمد لله ربنا بيرزقني، لكن هذا العام الدخل بسيط بسبب كورونا وعدم وجود مصطافين كثير مثل العام الماضي".
"نفسي أرجع المدرسة"، أمنية "عبده" التي بدأت تداعب روحه بعد شهور من ضيق الحال، موضحا: "أريد أن أكمل تعليمي عشان أحقق أمنيتي التي أتمناها من ربنا وأكبر وأبقى ضابط أحمي بلدي".
وسرعان ما يعود عبده، للواقع ويحكي مسيرة كفاحه اليومية: "بشتغل حاليا طول اليوم من الساعة 9 الصبح حتى 6 المغرب على البحر، وأرجع لأهلي البيت أطمن على والدي ووالدتي وأخواتي، وربنا ساترها معانا".
الشاب الحالم لم يتسبب العمل منذ الصغر في أزمة له، بل يرى فيه مميزات عظيمة، مؤكدا: "بحب الشغل من صغري وبعتمد على نفسي، وكنت أتمنى أحقق نفسي في الشغل، ونجحت وبشتغل وبكسب من عرقي وبأكل من جهدي وتعبي، لكن هذه الأيام رجعت أفكر في الدراسة تاني، حتى أحقق حلمي وأتعلم".
ويكمل عبده: "سأستمر في العمل لأن والدي ليس قادرا على العمل لكبر سنه، وأنا حاليا مكانه، والمصطافين بيحبوا يركبوا الجمل وياخدوا لفه به على الشاطئ، وأنا أقوم بمساعدتهم وأقود الجمل الذي ارتبطت به منذ أن كان عمري ثلاث سنوات".
الجمل يحتاج معاملة خاصة، مثلما يوضح عبده: "أنا أتعامل معه وأحبه وهو يحبني، وأعامله معاملة طيبة، لأنه حيوان ولا بد من الإحسان إليه ومعاملته برفق، وأعمل به في موسم الصيف ويرتاح باقي فصول السنة يأكل وينام حتى يأتي الصيف المقبل لنعمل سويا مرة أخرى".