المدير الإقليمي لـ"سيفا": انتشار لقاحات غير فعالة عن طريق بعض المشرفين
د. محمد عابد
قال الدكتور محمد عابد، المدير الإقليمى لشركة سيفا مصر، إنه إذا كانت هناك نية لضبط صناعة الدواجن وحل مشكلاتها والاستمرار فيها، فلا بد أن تواجه المشكلة الرئيسية للصناعة، وهى فتح باب الاستيراد على مصراعيه بطريقة عشوائية لاستيراد اللقاحات والأدوية من دول لا توجد لديها مرجعية علمية، حيث بدا ذلك منذ قيام الهيئة العامة للخدمات البيطرية فى 2016، 2017 بالسماح للاستيراد من دول «روسيا، والصين، وأمريكا اللاتينية والأردن»، حيث تعتبر دولاً مصنفة عالمياً أنها لا تخضع للاتحاد الأوروبى ولا تخضع لمنظمة الزراعة والأغذية الأمريكية، وتقوم بإدخال السوق لقاحات لا تضيف للمربى أو تعمل على التصدى لأى مرض، ويقوم بعض المشرفين والموزعين ممن لهم مصالح ويسعون للربح السريع بترويجها وبيعها بشكل مكثف داخل السوق ويوجهون المربى لاستخدام اللقاحات الميتة التى لا توجد لها أى مرجعية ولا اختبارات بالشكل الكافى يؤكد تصديها للمرض وبالتالى تستخدم هذه اللقاحات التقليدية بطرق مكثفة جداً، موضحاً أن مرضاً مثل مرض إنفلونزا الطيور مسجل له أكثر من 30 لقاحاً دون أن تكون له أسس للتقييم بشكل كافٍ، بالإضافة أن بروتوكول لقاحات المعمل المرجعى الذى يقوم بمعايرة اللقاحات لا تطابق البروتوكول الذى يتم على أرض الواقع داخل المزارع، حيث تبدأ الإصابات من الأسبوع الثالث للرابع والتحصين يبدأ من عمر أربعة أسابيع وهو وقت متأخر، حيث تبدأ فعالية اللقاح بعد عشرة أيام، أى من عمر 38 من استخدامه، وفى هذا الوقت يكون المربى قد أوشك على بيع قطيعه أو دورته قبل أن يبدأ تأثير اللقاح، بالإضافة أن كثرة استخدام اللقاحات الميتة وغير الفعالة تعمل على إخفاء الأعراض الموجودة وتسبب إفرازات كثيفة جداً للفيروسيات الموجودة القابلة للتحور.
اللقاحات الميتة تسبب إفرازات كثيفة للفيروس.. وتخوف شديد لدى الدول الخارجية من كثرة استخدامها فى مصر
وأكد «عابد» وجود لقاحات جديدة وحديثة، مثل لقاح فيكتور فاكسين والذى تم تجربته على 25 عترة أو أكثر على مستوى العالم كله وهو الوحيد القادر على التصدى لجميع العترات الموجودة المتحورة وغير المتحورة من الإيفيان إنفلونزا H5، موضحاً أن هناك تجارب تمت داخل مصر على بعض اللقاحات الخاصة ببعض المشرفين أو الجامعات اكتشفوا حينها عدم وجود أى تأثير لها على أرض الواقع وأنها لا تقوم بحماية أكثر من 20% على أرض الواقع ويقوم العديد من المربين باستخدامها فى التحصين لتوفير التكلفة، وبالتالى فإن الإفرازات الفيروسية والحمل الوبائى يزدادان بشكل كبير جداً ما يعطى الفرصة الأكبر لتحور الفيروس.
وأوضح المدير الإقليمى لسيفا أن عدم موافقة الدول الخارجية على الاستيراد من مصر لخوفها الشديد من انتشار الإنفلونزا بسبب استخدام اللقاحات الميتة والتى تعمل على إخفاء أعراض المرض وسهولة تحوره، موضحاً أن الحل الوحيد فى تخفيف الحمل الفيروسى الموجود وعمل تطهير للوضع وكونترول على فيروس الإنفلونزا لن يتم إلا من خلال تحصين لقاح لكل القطعان الموجودة من عمر يوم، حيث إن اللقاحات الميتة تستخدم للتحصين بالمزارع على عمر من 7 إلى 10 أيام بمعنى أنه لا بد من دخول العامل للمزرعة ويقوم بتحصين كل فرخة على حدة، ثم بعد ذلك يتم إخراجها لمزرعة أخرى وينتشر المرض من مكان لآخر، بالإضافة أن بداية التحصين تبدأ بعد 15 يوماً ثم يبدأ عمل الأجسام المناعية وهى فترة غير كافية لصد الأمراض، بالتالى لا بد من وضع استراتيجية محددة للأمراض التى تمنع التصدير مثل الإنفلونزا لأنه مرض مشترك بين الإنسان والحيوان مؤكداً أن باقى الأمراض مثل «الجمبورو والنيوكاسل وIp لا تمنع التصدير، مؤكداً أن استمرار الوضع بتطبيق استراتيجية اللقاحات الميتة وعدم وجود أخرى واضحة لمكافحة الفيروسات ستظل السوق مجرد بيزنس للتحصين مع استحالة التصدير.
وقال إنه من الممكن استخدام لقاح الفيكتور وهو اللقاح الوحيد المحمل على لقاح الماريك ويعيش فى جسم الطائر من عام إلى عام ونصف خاصة بقطعان الساسو وكذلك يستخدم للبلدى والأمهات والبياض.
وأكد وجود لقاحات قوية لمواجهة أى تحور أو أمراض جديدة تظهر خلال فصل الشتاء، موضحاً أن المشكلة الوحيدة هى أن الشركات الكبرى التى لديها مرجعية علمية وتستورد لقاحات، تم تسجيلها بالاتحاد الأوروبى وأخذت موافقة من دول مرجعية أصبحت تتساوى مع دول أخرى غير مرجعية وليس لديها أى كفاءة أو فاعلية، مشيراً إلى وجود برنامج قوى حيث توجد لقاحات محملة على الماريك والنيوكاسل والإنفلونزا وip وتستطيع التصدى لأى مرض، ولكن مع استمرار الوزارة بفتح باب الاستيراد لأدوية ولقاحات لا يوجد لديها أى تأثير على أى مرض ولا أبحاث ولا تطبيقات سيظل الوضع على ما هو عليه، متسائلاً: هل توجد أى دولة تقوم بتسجيل أى دواء من دول غير مرجعية وأدوية غير فعالة؟ نافياً وجود أى دولة، مثل أمريكا أو دول الاتحاد الأوروبى بتسجيل أى دواء روسى أو صينى أو سمحت بدخول لقاح من الهند، سوى مصر فقط، لذا فتح الباب على مصراعيه أدى إلى إغراق السوق بجزء كبير جداً من اللقاحات لا يوجد أى فائدة له ما ينتج عنه تحور الفيروسات بشكل خطير جداً.
طريقة التحصين داخل المزارع خطأ.. ويتم الاستيراد من دول ليس لها مرجعية علمية
وأوضح أنه إذا وجدت سيطرة على الأمراض، فسينخفض النافق لدى المربى وبالتالى ترتفع الإنتاجية ويحقق تكلفته، مشيراً إلى أن انخفاض الأسعار ناتج عن العرض والطلب وأزمة كورنا كانت سبباً فى انخفاض القوة الشرائية نتيجة لغلق السياحة والمنشآت وتخفيف العمالة وانخفاض الدخل لدى المواطن وهو ما أثر على السوق بشكل كبير، لذا لا بد من دراسة وضع احتياجات السوق ووضع آلية للإنتاج لعدم استطاعة أى جهة التدخل فى الأسعار أو التلاعب بها، لافتاً أن الحكومة لها بعد اجتماعى خاص بالمستهلك وهو توفير المنتج بسعر منخفض، والجانب الآخر هو المربى الذى يريد البيع والمكسب، لذا لا بد من أن يكون الإنتاج مناسباً لاحتياجات السوق، بالإضافة لفتح باب التصدير لدول أفريقيا والشرق الأوسط، ولن يحدث ذلك إلا من خلال وضع استراتيجية واضحة للقضاء على الإنفلونزا، مؤكداً أن الشهر الماضى تم اكتشاف أكثر من ثلاث حالات فى H5، نتيجة تصريحات الزراعة والاتحاد بأن مصر خالية من الإنفلونزا أثناء اعتماد بعض المنشآت الخالية وهو ما أدى إلى توقف العديد من المربين عن التحصين ما نتج عنه زيادة حدة المرض وانتشاره وتحوره حيث كان سبباً فى زيادة تخوف الدول وإصرارها على عدم الاستيراد من مصر.
وطالب الحكومة باستراتيجية واضحة للإنفلونزا، موضحاً كيف لمزرعة واحدة أن تقوم بالتحصين وخمسة أخرى لم تقم به، حيث يُعتبر ذلك مصدراً للعدوى وانتشار الفيروس بكل مكان لأن التحصين يتم بشكل عشوائى، ومن المفترض أن كل كتكوت يتم إنتاجه يتم تحصينه باللقاح من عمر يوم، وتقليل الحمل الفيروسى وتقليل إفراز الفيروسات، مؤكداً عدم وجود شركة واحدة من التى تستخدم اللقاحات الميتة لديها دراسة بأن اللقاح الموجود عندها يمنع إفراز الفيروسات بالمزارع، مشدداً على ضرورة تحصين جميع الكتاكيت المنتجة لمدة عام بالتالى يقل الحمل الفيروسى، وتطبيق الأمن الحيوى ووضع برنامج مكثف للتحصين وعزل المناطق التى وصلت الفيروسات فيها إلى صفر، وعمل كونترول على كل المستورد وتشديد الرقابة عليه، حيث تعتبر الصين ودول آسيا أكبر دول موبوءة بالإنفلونزا ومصر تقوم باستيراد خامات كثيرة منهما، مطالباً بالحد من الاستيراد من تلك الدول وأى دول أخرى موبوءة بالإنفلونزا لعدم السماح بدخول فيروسات أخرى.
وبالنسبة لتطبيق قانون 70 الخاص بمنع تداول الدواجن الحية، أكد أن الكونترول يحدث من داخل المزرعة ولا يستطيع أحد تغيير طبيعة السوق، موضحاً أن دول آسيا جميعها يتم فيها تداول الدواجن الحية بالأسواق، حيث يوجد بلاد تستطيع السيطرة على الأمراض وأخرى لا تستطيع، قائلاً كيف لنا أن نتوسع فى المجازر فى ظل وجود مشكلة الأسعار، مشدداً على ضرورة عمل توعية وحملات دعاية كافية من خلال اتحاد منتجى الدواجن عن طريق مصادر التمويل التى تدخل له، حيث إن المستهلك هو الوحيد القادر على تغيير نمط السوق ولن يستطيع أحد تغيير ذوقه، حيث إن 85% من الشعب يعتمدون على الدواجن الحية، وتطبيق القانون ليس بالحل السحرى لحل المشكلة، ولا بد من استراتيجية واضحة من الوزارة تطبق على جميع معامل التفريخ الموجودة بمصر وعددها 50 معملاً من وجود دكتور من قبل الهيئة فى كل معمل للتأكد أن الكتاكيت التى تخرج محصنة بشكل كافٍ ضد الإنفلونزا وبشكل آمن وأخذ عينات لمدة عام وتقليل الحمل الفيروسى، بالإضافة لأخذ عينات من المزرعة قبل البيع للتأكد من عدم وجود فيروس، مؤكداً أنه لا يستطيع أحد تغيير ثقافة شعب، كما أن الوضع الوبائى يؤثر على الاقتصاد فى ظل فتح باب الاستيراد وعدم إمكانية التصدير