داخل إحدى غرف العناية المركزة بمستشفى السويس العام، بمدينة السويس يرقد فنان السمسمية "صلاح عبدالحميد"، الشهير بـ"الريس كابوريا"، إثر إصابته بجلطة في القلب، يوم الأربعاء الماضي، ويقول ابنه "عاطف كابوريا"، إن حالته مستقرة، وإن أطباءه ينتظرون تحسن وضعه الصحي، تمهيدا لتركيب دعامة، وجهاز لتنظيم ضربات القلب على نفقة التأمين الصحي.
ويضيف "عاطف" إن والده كان يستعد، قبل مرضه المفاجئ، للاحتفال بعيد السويس القومي في 24 أكتوبر، كعادته كل عام، عبر تقديم عدد من الحفلات الوطنية داخل مدينة السويس، للتذكير بانتصار أهالي المدينة الباسلة على الإسرائيليين، الذين حاولوا اقتحام شوارع المحافظة أثناء حرب أكتوبر عام 1973، فردهم الأهالي مقهورين، بعد أن أجبروهم على الانسحاب تاركين خلفهم معداتهم العسكرية شاهدة على هزيمتهم الماحقة.
ويعد "الريس كابوريا" واحداً من أشهر فناني السمسمية في مدن القناة، إذ كان أحد أعضاء فرقة "أولاد الأرض"، التي أسسها مدرب المصارعة الراحل "كابتن غزالي"، داخل أحد المخابئ الشعبية بمدينة السويس، في أعقاب نكسة يونيو عام 1967، وضم إليها "كابوريا"، و"مبروك مرجان"، و"الشافعي عويضة"، و"النمس"، وكلهم من أبناء السويس، الذين خلعوا ملابسهم وارتدوا زي المقاومة الشعبية بلونه "الكاكي"، ورفعوا شعار محافظة السويس، المتمثل في الترس وشعلة البترول، على صدورهم مكان القلب، وراحوا يطوفون محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها لغربها، ليؤدوا أغانيهم التي وضع "غزالي" كلماتها وألحانها، مثل: "غني يا سمسمية"، و"فات الكتير يا بلدنا"، و"يا ريس البحرية"، "وطالت الوقفة وبكرة العيد"، لرفع الروح المعنوية، ورفض الهزيمة، وإشعال جذوة النضال في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
ورغم أن نشاط فرقة "أولاد الأرض، توقف عقب انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر عام 1973، إلا أن "الريس كابوريا" واصل العمل منفردا، بعد تأسيسه لجمعية "محبي السمسمية والفن الشعبي"، حرص من خلالها على تدريب أطفال مدينة السويس على الغناء الشعبي، وتلقينهم تراث المدينة الباسلة، حتى استحق اللقب الذي أطلقه عليه محبوه: "حضرة ناظر مدرسة السمسمية المحترم".
تعليقات الفيسبوك