في 40 ثانية.. اللحظات الأخيرة في حياة فتاة المعادي قبل سحلها وقتلها
فتاة المعادي
40 ثانية فقط سجلت كل ألوان العذاب والترويع في حياة عروس المعادي، وجسدت مشاهد مبكية ومروعة كانت بمثابة اللحظات الأخيرة في حياتها، مرت تلك المشاهد القاسية أمام شهود العيان أسرعوا لنجدة الفتاة خلال قتلها وسحل جثمانها في شارع 9 بالمعادي تحت عجلات سيارة 3 شباب خلال معاكستها وسرقة حقيبة يدها، لكن دون جدوى فشاهدوا دماءها تسيل على الأسفلت جثة هامدة.
في الساعة الثامنة من مساء أمس كانت الفتاة العشرينية مريم محمد محمود 25 عاما، تشق طريقها إلى منزل أسرتها، لكن رحلة عودتها من العمل لم تكتمل بل كانت شاهدة على مشاهد وفاتها المروعة عندما كانت هدفًا لثلاثة لصوص لا يبالون بأي شيء سوى مطامعهم الخسيسة في نشل حقيبة للظفر بجنيهات قليلة أو ربما كثيرة لكنها في تلك المرة كان الثمن غاليًا.. حياة مريم.
"حضرنا في لحظات بعد صرخات البنت وهى تقول إلحقوني، بس للأسف لقيناها قاطعة النفس روحها طلعت لخالقها، الموضوع كان لحظات يا باشا، إحنا لو مسكنا العيال دول كنا كلناهم بأسنانا" تلك الكلمات الممزوجة بالألم نطق بها شهود العيان لفريق البحث الجنائي خلال جمع المعلومات في الحادث وملاحقة منفذي الجريمة تمهيدًا لضبطهم.
"دول عيال ولاد حرام يا باشا طالعين يسرقوا ولا بيعاكسوا في بنات الناس، معندهمش فكرة مين يموت ولا يعيش ربنا ينتقم منهم" واصل شهود العيان سرد تفاصيل المشاهد المؤلمة في حياة الفتاة الملقاة على الأرض جثة هامدة حتى حضرت سيارات الإسعاف مع حضور والدها الذي انهار من هول الكارثة عندما شاهد فلذة كبده جسدا بلا روح، شاهد مريم غارقة في دمائها ولا يعرف شيئًا عما حدث لها.
رواية شهود العيان ساهمت في سرعة تحديد الجناة فكانت متسقة مع ما رصدته كاميرات المراقبة المثبتة على المحال التجارية في محيط الحادث فأظهرت الكاميرات وقائع قتل وسحل جثمانها الفتاة، وبحسب مصادر أمنية أنها كانت مخطوبة منذ أشهر وأنَّ حفل زفافها كان مزمع إقامته خلال الشهر الجاري.
وقررت النيابة العامة انتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان الفتاة لبيان أسباب وفاتها رسميًا، وكلفت الطب الشرعي بموافاة النيابة بتقرير الصفة التشريحية لبيان أسباب الوفاة حتى يتسنى لها استكمال إجراءاتها القانونية في الحادث.
وقالت مصادر أمنية، إنَّ أجهزة الأمن تحفظت على 5 كاميرات قريبة من موقع الحادث المروع لمقتل "فتاة المعادي" تحت عجلات سيارة 3 شباب، وسحل جثمانها خلال معاكستها، مبينة أنَّ الكاميرات المتحفظ عليها تخص محال تجارية في محيط الحادث، وتفحص أجهزة الأمن الكاميرات تمهيدًا لتحديد الجناة وضبطهم.
وأضافت المصادر، لـ"الوطن" أنَّ أجهزة الأمن تواصل جمع الأدلة من مكان الحادث وسماع أقوال أصحاب المحال التجارية والعاملين فيها من أجل الوصول إلى شاهد رؤية للحادث للحديث عن أوصاف منفذي الجريمة تمهيدًا لملاحقتهم والقبض عليهم.
وبينت التحريات الأولية، أنَّ المتهمين حاولوا التحرش بالضحية في أثناء عودتها من العمل وعقب هروبها منهم اشتبكت ملابسها في سيارتهم، مما أدى إلى سقوطها أسفل عجلات السيارة، موضحة أنَّ المتهمين حاولوا الهرب فسحلوا الضحية عشرات الأمتار حتى تهتك جسدها.
وحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق، حيث تلقى مأمور قسم شرطة المعادي، بلاغًا من الأهالي بوجود جثة لفتاة بأحد الشوارع بدائرة القسم.