قرية لبنانية تتراجع عن زراعة الحشيش لأول مرة منذ عقدين: مابيجيبش همه
نبات القنب
في قلب لبنان وعلى بعد نحو 100كم من عاصمتها بيروت تقع قرية صغيرة طالما عرفت على مدى عقدين من الزمان بزراعة نبات القنب، الذي يكاد ينبت في أرضها الصخرية بشكل طبيعي وصفه رئيس القرية بـ"الشجيرة المباركة"، وقال عنه "هناك شيء مقدس فيه.. الله يجعله ينمو".
وبحسب تحقيق موسع نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تملأ الحقول المزروعة بالقنب قرية اليمونة، وينبت في البقع العشبية بين المنازل وتختلط نباتاته مع أزهار ملونة أخرى من أسرة الزهور.
ورصدت الصحيفة أيضا محصولا من القنب بالقرب من المسجد، وعلى الطريق بالقرب من علم أصفر ضخم تابع لأحد مقار ميليشيا حزب الله.
لماذا تفكر في التراجع عن زراعته؟
ولكن للمرة الأولى منذ بداية زراعة الحشيش قبل عقدين من الزمن بدأت القرية تعيد دراسة جدوى زراعة النبات المخدر بعد سلسلة من الأحداث قضت على معظم الأرباح التي كانت تأتي مع المنتج الرئيسي للقرية، وهو الحشيش المستخرج من النبات، وبدلاً من القنب والحشيش بات يركز على محاصيل أخرى كالتفاح.
ويرجع السبب الأبرز للأزمة لفقدان الليرة اللبنانية 80% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي منذ الخريف الماضي، وارتفاع تكاليف استيراد الوقود والأسمدة اللازمة لزراعة القنب.
وأدت الأزمة المالية في لبنان إلى تقويض السوق المحلية للمخدرات، وأدت الحرب في سوريا إلى تعقيد طرق التهريب، مما جعل من الصعب على الوسطاء الوصول إلى الأسواق الخارجية.
كيلو الحشيش كان يدر على المزارعين أرباحًا تصل لألف دولار
وقد ساعد الحشيش وفقا للصحيفة الأمريكية أكثر من أي محصول آخر في خروج سكان القرية من الفقر المدقع. حيث وفر لهم دخلاً موثوقًا لا توفره محاصيلهم القانونية الأكثر تقلبًا، مثل التفاح والبطاطس، ومولت توسعات المنازل وشراء الشاحنات وتعليم الأطفال. أما اليوم فإن أرباح تجارة الحشيش أصبحت قليلة للغاية لدرجة أن بعض المزارعين في اليمونة يشكون من جدوى زراعته وإنتاجه.
وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن مزارعي القرية ذكرياتهم عن الأيام التي كان فيها كيلوجرام من الحشيش يجلب بسهولة بين 500 دولار و800 دولار - والسنوات القليلة التي ارتفع فيها السعر فوق 1000 دولار - ويخشى المزارعون من أن أرباح منتج هذا العام قد تنخفض إلى نحو 100 دولار لكل كيلوجرام.
لبنان ثالث أكبر منتِج للحشيش في العالم
ووفقًا لتقارير صادرة عن الأمم المتحدة فإن إنتاج الحشيش في اليمونة، بالإضافة إلى مجتمعات أخرى جعل لبنان ثالث أكبر مورد للحشيش في العالم، بعد المغرب وأفغانستان.
وعلى الرغم من أن الحشيش، وهو مخدر يحتوي على مستويات عالية من THC أو رباعي هيدروكانابينول، يعد غير قانوني ويحظر إنتاجه وحيازته وبيعه في لبنان، إلا أن الحكومة أصدرت في وقت سابق من هذا العام قانونًا يُشرع بعض زراعة القنب للأغراض الطبية. لأنه من المحتمل أن يعود بأرباح كبيرة لاقتصاد البلاد في ظل أزمة مالية تصيبه بالشلل. ولكن لم يتم تطبيق القانون بعد، ولا يزال القنب المزروع في اليمونة غير قانوني.