كعادته يفضل المخرج الشاب محمد البرجي، أحد أبناء مدينة الزقازيق، أن يكون مصدر إلهام لأبناء مدينته من خلال محاولة التفكير خارج الصندوق وابتكار أنماط جديدة من الشخصيات الكرتونية ولكن في ثياب واقعية، يمكنها التجول وسط المواطنين والتقرب منهم، ومشاركة مشاكلهم.
وهنا يختلط الخيال مع الواقع وتتحول تلك الشخصيات الكرتونية إلى شخصيات مألوفة لدى الأطفال وكذلك الكبار، من هذا المنطلق بدأ "البرجي" التجهيز لشخصية سبايدرمان، فكيف له أن يتمكن من دمج تلك الشخصية الخيالية مع الواقع: "جاتلي الفكرة من فترة قولت ليه ميكنش فيه سبايدرمان وسطنا، والأطفال تسلم عليه، تقرب منه، يأكل فول، ويبيع، ويمشي في الشوارع، ويرقص مع الأطفال، ويركب تاكسي ويشرب شيشة، ليه ميكنش واحد مننا، ويلبس كمامة، ويخاف من كورونا".
نجح العشريني فيما فكر فيه، وتمكن من تجهيز الشخصية كما ينبغي، خطط لها أن تسير وسط المواطنين في الشارع، يساعد مسنة على عبور الشارع، يستوقف الأطفال ويمنحهم هدايا، يصعد على أعمدة الكهرباء ويقوم بعمل حركات تشبه سبايدر مان الحقيقي.
ولكن ثمة عقبة ربما تكون حائلا بين "البرجي" وبين تحقيق الحلم، وهي البدلة التي يرتديها سبايدر مان الحقيقي: "حسيت ان الدنيا قفلت في وشي مكنتش لاقي البدلة في أي مكان، وكل اللي شوفتهم بيعملوها، كانوا بيشتغلوا مقاسات أطفال وبس، وبعد فترة من البحث، لاقيت واحد عامل سيشن بيها، طلبتها منه ووافق انه يديهالي إيجا، ولحسن الحظ جات على مقاس صاحبي بالظبط، وبدأنا نرتب لليوم ده من خلال وضع سيناريو للي هيحصل، كل حاجة لازم تكون جاهزة، ومفيش مجال للغلط".
نجح فريق العمل في الحصول على البدلة ولم يتبقَ سوى التنفيذ الفعلي في الشارع ولكن هنا كانت هناك مشكلة أخرى، فكيف لهم أن يضمنوا رد فعل المواطنين عند رؤية سبايدر مان في الشارع، ربما الأمر لا يلاقي قبولا من المواطنين، ولكن حماس" البرجي" دفعه إلى تنحية تلك المعوقات جانبا، وتحديد يوم التصوير: "اتفقت مع واحد صاحبي، إنه يلبس القناع، وعملت الاسكربت، وصورنا في حوالي ساعتين ولافينا بعربية فول، صورنا سبايدر وهو راكب فوق التاكسي وبيشاور للأطفال وللناس، وبيرقص وسطهم، رد فعل الناس صدمني، الكل كان مبسوط وفرحان بشكل مكنتش، متوقعة".
ويضيف: "ده أكتر فيديو يكون عليه إقبال رهيب بالشكل ده، أول يوم جاب جوالي مليون و200 ألف مشاهدة، وده نجاح كبير مكنتش متوقعه، ولحد دلوقتي الناس كلها بتشيد بالفكرة .
تعليقات الفيسبوك