غلق الجامعات أثناء كورونا.. قلق وشعور بالوحدة لدى الطلاب
إغلاق الجامعات سبب أضرار نفسية لدى الطلاب
يعاني العديد طلاب الجامعات من الشعور بالقلق والوحدة؛ بسبب إغلاق الجامعات، ويحذر المختصون والجمعيات المعنية من تأثير ذلك عليهم، وزيادة خطر ذلك على تدهور صحتهم النفسية والعقلية، ما لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
تأسيس خدمة "نايت لاين" وكان مجموعة طلاب من جامعة كولومبيا قد قاموا بإنشاء خدمة "نايت لاين" الهاتفية، من أجل التواصل مع أقرانهم، وحصل هؤلاء الطلاب على شهادات وتدريبات من أجل العمل بهذه الخدمة.
ويتواصل الطلاب مع المتطوعين بهذه الخدمة من لأسباب ومشاكل مختلفة، سواء كانت مشاكل تخص العلاقات الشخصية أو الضغوطات الدراسية، وحتى أي شيء ممكن أن يخطر على بالهم يريدون التحدث به.
وعادة ما يتواصل الطلاب مع "نايت لاين" بطمأنينة، حيث أنهم يتواصلون مع أشخاص لا يعلمون هويتهم، ويقدم هذا الخط طرق مختلفة؛ لمساعدة الطلاب في التعبير عن مشاعرهم، حيث يوفر أصحاب هذه الخدمة من أجل من يريدون الحصول على نصيحة، أو حتى لمجرد الحديث.
يدير هذه الخدمة ما يقرب من 3 آلاف طالب وطالبة متطوعين من الجامعات، ويتواصلون مع أكثر من 1.6 مليون شخص من أقرانهم، وأوضحوا أن التقارير تثبت أن الطلب على خدمة زاد بصورة كبيرة عن العام الماضي.
وتقول بريندان ماهون، واحدة من مديري الخدمة: "عادة ما نرى أرقاما كبيرة من المكالمات بخصوص الوحدة، ولكن العام هو الأعلى"، وأضافت بريندان ماهون: "أن (نايت لاين) تلقى عددا متزايدا من المكالمات من الناس الذين يتحدثون عن الانتحار".
دور الجامعات في دعم الطلاب وفي هذا السياق، تحث جمعية "بابيروس" الخيرية لمنع الانتحار الجامعات لإعطاء الأولوية لدعم الطلاب الذين يكونوا في خطر بصورة أكبر.
كما نشرت الجمعية إرشادات جديدة تتضمن التدابير التي يجب على المؤسسات اتخاذها، كتدريب الموظفين على زيادة الوعى بالانتحار وكيفية التدخل، وتدبير الزيارات اللازمة للطلاب الذين يحتاجونها.
وتفاقم الوضع بعد العثور على الطالب فين كيتسون في الـ19 من عمره متوفى بالسكن جامعة مانشيستر فولوفيلد، وعلق والده مايكل كيتسون الخبير الاقتصادي بكامبريدج أن الوفاة لا علاقة لها بالقيود الناتجة عن فيروس كورونا، كما قال: "إذا تم الإغلاق على الشباب بسبب كورونا بدعم قليل، علينا أن نتوقع معاناتهم من مخاوف شديدة".
وتواصل الاتحاد الوطني للطلاب مع العديد من الجامعات للعمل على زيادة الاستثمار في خدمات الصحة العقلية والنفسية للطلاب، والتأكد من أن الطلاب الجدد على دراية بالدعم المتاح لهم، ويطالب الاتحاد الحكومة بتوفير الإنفاق اللازم لمساعدتهم على تحسين الخدمة وتقديمها لمن يحتاجها بصورة أكبر.
وقالت سارة خان المتحدثة باسم التحرر والمساواة بالاتحاد الوطني للطلاب: "كان هناك من يواجهون مشاكل عقلية وصحية قبل أزمة فيروس كورونا، ولكن الفيروس أدى إلى تفاقم هذه المشاكل فقط".
وأضافت سارة خان: "هناك العديد من الطلاب الذين تركوا أسرتهم وبيوتهم لأول مرة ويعيشون مع غرباء، والآن يواجهون إغلاق أماكن الأقامة وفترات طويلة من العزلة، لا يمكننا تجاهل التأثير الصحي النفسي لهذه الاضطرابات".
وتقول روزي ماسون الطالبة بالصف الأول الجامعي، إن عدم وجودها مع أصدقائها في السكن جعلها تترك جامعة ساسكس، وتنتقل لجامعة برمنجهام سيتي.
وقالت "روزي": "كنت أجلس وحيدة داخل غرفتي طول الوقت، لقد عانيت هذا الأسبوع، وأنا كنت أعاني في الأصل من بعض الاضطرابات، ومشاكل في الطعام، وازدادت لديا في هذه الفترة، لم أكن حتى أريد الدخول إلى المطبخ والتعامل مع هؤلاء الأشخاص، لأني أشعر بالقلق دائما".
فيروس كورونا يزيد من قلق الطلاب وفي جامعة نوتنجهام بسبب عزل الكثير من الطلبة لأنفسهم بسبب فيروس كورونا، كانت هناك زيادة ملحوظة في المكالمات المتعلقة بالأسئلة والقضايا المتعلق بالفيروس.
وتقول بيث سكاهيل منسقة خدمة "نايت لاين" والطالبة بالصف الثالث الجامعي: "يتواصل الناس مع الخطوط الخاصة بينا بصورة لم نراها من قبل، أنهم يريدون أن يسمعوا أصوات ناس أخرى ويتواصلون معهم". وخلال فترة الغلق العالمي أثناء الجائحة، من مارس وحتى إبريل هذا العام، وجدت "نايت لاين" أن 48% من المكالمات التي استقبلوها من المملكة المتحدة وأيرلندا أرادت مناقشة المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية والنفسية، من ضمنها 24% يعانون من قلق واضطرابات، ويعاني واحد من كل 6 مكالمات من الإحساس بالوحدة.
ووفقا لدراسة أجرتها جامعة جلاسكو، فتشير الأبحاث إلى أن الصحة العقلية تدهورت بين الناس في فترة تفشي كورونا، وأن الشباب من بين الفئات الأكثر ضعفا.
وتقول دومنيك طومسون أخصائية الصحة العقلية للطلاب، إن الحد من القلق يجب أن يكون محوريا لكل نشاط اجتماعي وتربوي تقوم به الجامعات الآن.