المفتي عن "كل عام وأنت بخير" بمناسبة مولد النبي: مستحب وبه بشارة
الدكتور شوقي علام
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا جاء فيه، ما حكم مقولة "كل عام وأنتم بخير" في المواسم والأعياد؟
وأجاب الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، أنه يُستحب للمسلم تهنئة أخيه في كل ما يصيبه من الخير؛ سواء أكان ذلك في الأعياد أم كان في المناسبات الخاصة أو العامة، ويجوز له ذلك بكل لفظ يحمل معنى الأماني الطيبة والدعوات الصالحة مما اعتاد عليه الناس بينهم، ومن ذلك قولهم: "عيدكم مبارك"، أو "كل عام وأنتم بخير"، بل يستحب التهنئة بهما؛ لما فيهما من الدعاء بالخير، والتبشير به، وأما نفي جواز ذلك أو القول ببدعيته لمشابهته لقول الكفار: فهو كلام باطل؛ إذ المنهي عنه في مشابهة الكفار هو مشابهتهم في عقائدهم الكفرية أو عاداتهم التي ورد النهي عنها في شرعنا، أما ما لم يرد عنه نهي في شرعنا من عاداتهم أو أقوالهم الحسنة فلا يشمله النهي عن التشبه بهم، بل هو مما يندب فعله.
وكانت دار الإفتاء قد أكدت في فتوى لها، أن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، التي هي أصل من أصول الدين، مشيرة إلى أنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده".
وأوضحت الدار أن علماء المسلمين وأئمتها أجمعوا على استحباب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بموافقتهم جميعا، وأن يكون الاحتفال بما ذكر من تلاوة القرآن الكريم والذكر وإطعام الطعام وألا يتطرق إليه مظاهر مذمومة كالرقص والطبل وغير ذلك، ولا عبرة بمن شذ عن هذا الإجماع العملي للأمة وأقوال هؤلاء الأئمة، وليس ذلك الاحتفال بكثير على النبي صلى الله عليه وسلم.