حكم التصدق بحلوى المولد.. الإفتاء تجيب
المولد النبوي
يحتفل المسلمون هذه الأيام بذكرى المولد النبوي الشريف، وسط أجواء من البهجة وشراء الحلوى وعرائس المولد.
وفي السياق ذاته خرجت بعض الفتاوى التي تحرّم شراء حلوى المولد والتصديق بها، مدعين أنها بدعة ولا يجوز للمُسلم أن يتصدق بها.
التصدق بحلوى المولد
أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، حيث أوضح الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ذلك الأمر.
وقال "وسام": يجوز التصدق بحلوى المولد النبوي، حيث يفرح من لا يملكون ما يشترون به الحلوى لأن أسعارها ارتفعت وأصبحت أغلى من مقدرتهم، وحتى يفهم الناس معنى التعاون والمشاركة والتكافل والإحساس فيحس الغني بالفقير ويحس الواجد بالمعدم.
وتابع أمين الفتوى عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، أن الطفل عندما يرى حلوى المولد فيسأل أو يستفسر لماذا هذه الحلوى؟، فيقال له هذا مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونتيجة لذلك يتربى الطفل من صغره على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب للخير وباب لكل شيء جميل وحلو.
وواصل: "هكذا نربي أولادنا على حب رسول الله في زمن طغت فيه المادة، وشوه فيه وجه الإسلام ورأينا من يقتل ويسرق ويفجر ويكفر بدعوى أنه يطبق تعاليم الأديان، والإسلام بريء من كل هذا الهراء ورسول الله هو جميل الخلق والمعاملة وحسن العشرة وكان طاقة الحب وحبه عطاء وأحب كل الناس، فلعلك باخع نفسك".
وكانت أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان، فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف، فكان يَصومُ يومَ الاثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.
وأضافت دار الإفتاء، أنه إذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخرى، كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام، فأنه يصبح مستحبًا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًا، لأن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد، فكان القول ببدعيته -فضلًا عن القول بتحريمه أو المنع منه- ضربًا من التنطع المذموم.
وأوضحت، أن البدعة المنهي عنها هي ما أُحدِثَ مما يخالف كتابًا أو سنة أو أثرًا أو إجماعًا، فهذه بدعة الضلالة، وادِّعاء أن أحدًا من الصحابة لم يحتفل بمولد النبي الكريم صلى الله عليه وآله ليس بصحيح أيضًا، لما ورد في السنة النبوية من احتفال الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإِذْنه فيه، فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلَّا فلا» رواه أحمد والترمذي.