ارتدت زيها المدرسي الجديد واستعدت للذهاب إلى المدرسة، على وجهها ابتسامة وفي قلبها فرحة ببداية العام الدراسي الجديد بعد إجازة وصلت إلى 7 أشهر، انتهت من الحصة الأولى، ظلت جالسة في مقعدها تتناقش مع أصدقائها وزملائها وتنتظر حضور المدرس لبدء الحصة الثانية، لكن اتخذ اليوم مسارا مغايرا ومحرجا، سيظل علامة سيئة في حياة التلميذة.
فوجئت فيروز أسامة، التلميذة بالصف الأول الإعدادي بإحدى المدارس التابعة للمعاهد القومية، بقدوم المشرف يطلب منها الخروج من الفصل والذهاب معه، بسبب عدم سدادها المصروفات المدرسية، ثم احتجازها بعد ذلك في المدرسة لمدة وصلت إلى 5 ساعات.
"أحرجوني قدام زملائي"
تحكي الصغيرة "فيروز" تفاصيل ما حدث لها في المدرسة، عندما طلب منها المشرف أمام زملاءها الخروج من الفصل والذهاب معه، فسألته عن السبب، فأجاب: "عشان إنتي عليكي مصاريف"، لتتعرض لإحراج شديد وتخرج معه مطأطأة الرأس: "قالي إنتي فين يا فيروز، إحنا قالبين عليكي الدنيا بقالنا كام يوم، لأن أنا أيامي في المدرسة أربع وخميس بس، قلتله أنا هنا يا مستر، قالي تعالي وهاتي شنطتك عشان عليكي مصاريف".
احتجاز ومنع من الخروج
من الفصل إلى مكتب وكيلة المدرسة، تحركت "فيروز" رفقة المشرف، وطلب منها الجلوس في المكتب وعدم الخروج مهما استعدى الأمر، حتى لو كان الغرض هو الذهاب إلى الحمام: "لما كنت باحاول أطلع كانوا بيمنعوني، وخرجت من المكتب وكنت عاوزة أروح الحمام لسه خارجة ومشيت شوية، لقيت المشرف بيجري عليا وبيقولي رايحة، قلتله عاوزه أروح الحمام، قالي ارجعي المكتب مفيش حمام، ولما كان حد يعدي ويسأل المشرف أنا قاعدة كده ليه، كان بيقول عليها مصاريف".
5 ساعات كاملة، ظلت الطالبة في مكتب وكيلة المدرسة، غير مسموح لها بالخروج، تأتي مُدرسة وتخرج أخرى، دون أن يلتفت لها أحد، يسألون فقط عن سبب وجودها هنا، والوكيلة جالسة في مكتبها، ربما لا ترى "فيروز" ولا تعير لها اهتماما، وأيضا، لا تسمح بتحركها، حقيبتها على ركبتها، ويديها على خديها، وجالسه تنتظر مصيرها، بحسب ما حكته الطفلة لـ"الوطن": "فضلت قاعدة لغاية ما الوكيلة خرجت، ولقيت مشرفة دور عدت عليا وكنت عارفاها، فطلبت منها أكلم والدتي عشان تيجي لي، فوافقت وكلمتها".
المشكلة مش المصاريف
"مشكلتي مش المصاريف، أنا مستعدة أدفع كل الفلوس، بس أعرف المصاريف الرسمية كام"، كلمات قالتها نجلاء عفيفي، والدة الطفلة "فيروز"، توضح من خلالها أن المشكلة ليست في دفع المصاريف، لكن في معرفة الرقم الحقيقي لها: "بيزودوا علينا المصاريف بشكل كبير، يعني ممكن يزودوا 5 آلاف جنيه كل سنة، طلبت من المدرسة إنذار رسمي تبعتلي إنذار بالمصاريف ورقم حساب بنكي أبعت عليه، قالتلي معنديش، ولما قلت لها هشتكي، قالت لي روحى اشتكينى مايهمنيش".
لن تتخلى "نجلاء"، عن حق ابنتها بعد حجزها، مؤكدة أن المدرسة ومسؤوليها ليس لهم حق في ما فعلوه بحق فيروز، واصفة ما حدث لها بـ"الجريمة".
وأعاد احتجاز فيروز، إلى الأذهان قصة تذنيب الطفلة سلمى، تحت أشعة الشمس الحارقة، لمدة 4 ساعات، دون أن يلتفت إليها فرد الأمن أو أي من العاملين بالمدرسة، بتعليمات المديرة، بسبب عدم دفعها المصاريف المدرسية. (مشاهد مؤلمة في "تذنيب سلمى")
تعليقات الفيسبوك