الانتخابات الأمريكية بين جو بايدن ودونالد ترامب انتهت بفوز بايدن.
لم تكن انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، مجرد حدث سياسى عادى، يقتصر الاهتمام به على سكان الولايات المتحدة الأمريكية أو السياسيين، بل تحولت إلى "شو" لم يتوقف المواطن العادى عن تحليله، والإدلاء برأيه فى مستجداته حتى الساعات الأخيرة قبل إعلان النتيجة النهائية، التي تشير نتائجها الأولية إلى تفوق المرشح الديمقراطى "جو بايدن"، على نظيره الجمهوري دونالد ترامب، الرئيس الحالي.
المواطن "المحلل السياسى" أو "الخبير السياسى"، رآه الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ظاهرة جديرة بالمتابعة والتحليل، معتبرا أن أولى أسبابها الأهمية الكبيرة التى تحظى بها أمريكا، فى التأثير على سير الأحداث فى العالم بشكل عام، والمنطقة العربية بشكل خاص.
يقول أستاذ العلوم السياسة: "أحد أسباب ظهور المواطن المحلل، هو أنه يرى الانتخابات الأمريكية وما ستسفر عنه من نتائج، ستؤثر بشكل كبير على بعض السياسات العربية، أبسطها القضية الفلسطينية، لذا فهو يهتم بالمتابعة والتحليل، سواء كان لديه الفهم والوعى بنظام الانتخابات أم لا".
ولم ير بدر الدين، أى سوء فى فكرة "المواطن المحلل" كظاهرة فى حد ذاتها: "كل شخص حر يقول رأيه، والإنسان بطبعه يميل إلى فهم الأمور السياسية التى ستؤثر على حياته قطعا، حتى لو كان غير متخصص، وأحيانا يطلق مصطلح الإنسان حيوان سياسى بطبعه، على غرار الإنسان حيوان ناطق، وهى فكرة تظهر بقوة منذ عصر الإغريق، باعتبارهم آباء العلوم السياسية".
المشكلة الحقيقية من وجهة نظر بدر الدين، هى أن تكون الآراء التى يدلى بها المواطنين خصوصا عبر السوشيال ميديا كانت بناء على أهواء شخصية أو توجهات معينة أو الأسوأ عدم الفهم: "أصعب شىء فى التحليلات التى تظهر عن الانتخابات الأمريكية، هى أن بعضها ممكن يكون ناتج عن غير فهم للعملية الانتخابية الأمريكية أو دراية بأساليبها أو نظمها، وبالتالى فيتم نشر المعلومات الخاطئة التى تثير البلبلة، والجدل بدون داعى".
عدم قبول كل ينشر على السوشيال ميديا عن الانتخابات الأمريكية 2020، إن لم يكن من متخصصين هى الدعوة التى وجهها بدر الدين، للمتابعين خصوصا من الشباب: "ظاهرة المواطن المحلل إيجابية فى حالة كان هناك معلومات صحيحة، جاءت بناء على مصادر وقراءات، لكن غير ذلك علينا جميعا وخصوصا الشباب الصغير أن يدقق فى كل معلومة يقرأها عن الانتخابات الأمريكية، ويعرف مصدرها، حتى لا يقع فى فخ المواطن الخبير السياسى وما هو بخبير".
تعليقات الفيسبوك