"المأذونين" عن هاشتاج "منع تعدد الزوجات": يهدم تشريعات الإسلام
ابراهيم سليم
انتقد إبراهيم سليم، رئيس صندوق المأذونين الشرعيين، إطلاق "هاشتاج" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يفيد بمنع الزواج الثاني.
وقال "سليم"، إن من وجهة نظر الزوج الذي يتزوج على زوجته، أن هناك تقصيرًا من الزوجة الأولى، نتيجة انشغالها بالأولاد، أو لإهمالها في نفسها، أو اختلاف الطباع وعدم القدرة على التأقلم مع الطرف الثاني، موضحًا أن الزواج الثاني قد يكون مشكلة في حالة عدم قدرة الرجل أن يفتح أكثر من منزل أو صعوبة قدرته على العدل بين الزوجات.
وأضاف سليم لـ"الوطن"، أن الله عز وجل لايشرع شيئًا إلا وفيه مصلحة، لو نظرنا إلى كثرة حالات البنات الذين وصلوا لسن الزواج، سنجد العدد في تزايد مستمر، وخصوصًا مع تزايد عدد المطلقات والأرامل ومن يعولون أطفال يحتاجون إلى الرعاية، مشيرا إلى أن الرجل يتزوج من امرأة لها حقوق في المجتمع.
وأوضح: "الإمام الأكبر لم يتطرق مطلقا إلى تحريم أو حظر تعدد الزوجات، بل سبق له أن قال خلال كلمته أمام مؤتمر الإفتاء العالمي، في أكتوبر 2016، إنه لا يدعو إلى تشريعات تلغي حق التعدد".
ولفت الإمام الأكبر حينها: "أرفض أي تشريع يصدم أو يهدم تشريعات القرآن الكريم أو السنة المطهرة، أو يمسهما من قريب أو بعيد، وذلك كي أقطع الطريق على المزايدين والمتصيدين كلمة هنا أو هناك، يقطعونها عن سياقها، ليتربحوا بها ويتكسبوا من ورائها".
وأورد في كلمته: "لكني أتساءل: ما الذي يحمل المسلم الفقير المعوز على أن يتزوج بثانية - مثلا - ويترك الأولى بأولادها وبناتِها تعاني الفقر والضياع، ولا يجد في صدره حرجا يرده عن التعسف في استعمال هذا الحق الشرعي، والخروج به عن مقاصده ومآلاته؟!".
قصة منع الرسول لعلي من زواج فاطمة؟ في الصحيحين من حديث الْمِسْوَر بْنَ مَخْرَمَةَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: (أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي، وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي، وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا، قَالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ}. رواه البخاري (3110)، ومسلم (2449).
قال ابن القيم: "وفى ذكره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِهره الآخر، وثناءَه عليه بأنه حدَّثه فصدقه، ووعده فوفى له، تعريضٌ بعلي رضي الله عنه، وتهييجٌ له على الاقتداء به، وهذا يُشعر بأنه جرى منه وعد له بأنه لا يَريبها ولا يُؤذيها، فهيَّجه على الوفاء له، كما وفى له صهرُه الآخر"، فمنعه إذا حملا لعلي على الوفاء وليس تحريما عليه لما أحل اللهثانيا: فاطمة من بين أربع نساء كاملات نص عليهن النبي صلى الله عليه وسلم: {كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع آسية بن مزاحم ومريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد}، فالكاملة لا يجمع عليها غيرها ولذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة وكانت تكبره بخمسة عشر سنة، وكمال المرأة برجاحة عقلها وكمال أنوثتها وطهرها، وجمال أخلاقها، ورفعة نسبها، كل هذا وجد فيمن ذكرهن النبي صلى الله عليه وسلم.
واستكمل: "من وجد هذه الصفات من امرأة فما حاجته لغيرها. وقد يفتنها هذا الأمر في دينها كما جاء في رواية البخاري (3110): {وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا}، وعند مسلم (2449): {إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي، وَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا}، فإن الغيرة من الأمور التي جبلت عليها المرأة، فخشي النبي صلى الله عليه وسلم أن تدفعها الغيرة لفعل ما لا يليق بحالها ومنزلتها، وهي سيدة نساء العالمين،خاصة وأنها فقدت أمها، ثم أخواتها واحدة بعد واحدة، فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تُفضي إليه بسرها إذا حصلت لها الغيرة.
وتابع، قال الحافظ ابن حجر: "وكانت هذه الواقعة بعد فتح مكة، ولم يكن حينئذ تأخر من بنات النبي صلى الله عليه وسلم غيرها، وكانت أصيبت بعد أمها بأخواتها، فكان إدخال الغيرة عليها مما يزيد حزنها".
وأشار رئيس صندوق المأذونين الشرعيين، إلى أنه كان يرى أن الأزهر لن يوافق على هذا القانون، لأنه قد يُحرم حلالا، بالإضافة إلى أنه في هذه الحالة سيلجأ أطراف العقد إلى الزواج العرفي الغير موثق، ما يتسبب في ضياع حقوق الزوجة الثانية وصعوبة إثبات نسب الأولاد، بالإضافة إلى زيادة العلاقات الغير مرغوبة والدخول في مشاكل اجتماعية.