خبير عن كشف سقارة الجديد: خبيئة وليست مقبرة ودفنت خوفا من الاحتلال
كشف أثري
صفحات جديدة تضاف إلى كتاب التاريخ المصري العتيق، بعد إعلان وزارة السياحة والآثار، اليوم، عن كشف أثري جديد بمنطقة سقارة يعتبر هو الأكبر بواقع 100 تابوت داخل آبار ترجع تاريخها إلى 2500 عام، من بينها عدد من اللقى والأقنعة الذهبية والتماثيل الخشبية، وهو ما يفوق في العدد التوابيت التي أُعلن عن اكتشافها بداية أكتوبر الماضي.
الاكتشاف الجديد هو خبيئة ويظهر ذلك في طريقة الدفن
في إطار الحديث عن قيمة الكشف الأسري الجديد، قال مجدي شاكر الباحث الأثري، وكبير الأثريين بوزارة الآثار، إن الاكتشاف الجديد هو خبيئة ويظهر ذلك في طريقة الدفن، حيث إنه خلال الفترة من الأسرة 21 إلى الـ30 كان عصر اضطرابات ومشكلات نتيجة كثرة الاحتلالات وقتها من قبل الآشوريين والفرس، ولكن خلال عهد الأسرة 26 بدأت عودة الروح الوطنية مرة أخرى، والمصريون يعودون لحكم نفسهم، فبدأوا بتجميع كل ما هو مهم ودفنه في مكان واحد داخل جبانة "البوبسطين" وسط حراسة وقرابين من للكهنة.
وأضاف "شاكر" في تصريح لـ"الوطن"، أن هدف المصريين القدماء في هذه الفترة هو إخفاء الأشياء المهمة خوفًا من عودة الاحتلال، والحفاظ على الأجسام والأسماء، حتى عندما تعود الروح مجددًا بعد الموت في اعتقادهم تجدهم مرة أخرى، ولذلك اختاروا سقارة لأنها صحراء بعيدة عن الماء، وهو ما كان عليه الفراعنة القدماء يعيشون بجانب الزراعة والماء ويدفنون في الصحاري خوفًا من الفيضانات.
وأشار الباحث الأثري، إلى أن قيمة أي اكتشاف أثري جديد تكون في الناحية المعلوماتية التي تضيف إلى التاريخ ألقاب وأسماء جديدة ومعلومات تزيد من قيمة التاريخ المصري القديم، مضيفًا أنه من الممكن أن تتواجد معلومات داخل بردية تكون أهميتها أكبر من تماثيل ذهبية، فضلا عن الألوان والأخشاب والنسيج الذي يتم تدريسه للمتخصصين لمعرفة مكوناتها التي جعلتها تصمد كل هذه العقود دون أن تتأثر، بحسب تعبيره.
شاكر: الأوسكار مأخوذ من تمثال "بتاح سوكر" الذي تم اكتشافه أول أكتوبر الماضي
وتوقع كبير الأثريين بوزارة الآثار أن أعداد الاكتشافات تزيد لأنها مقابر كهنة وهم يختلفون في الدرجات والطبقات، ولفت إلى أهمية الآثار الفرعونية القديمة التي يتعجب منها العالم أجمع، مستشهدًا بتمثال "بتاح سوكر" الذي تم اكتشافه أول أكتوبر الماضي، وهو عبارة عن رجل ضامم يداه ممسكًا بصولجان الحكم، مشيرًا إلى أن تمثال جائزة "أوسكار" العالمية مأخوذ من هذا التصميم.