آثار كورونا تلاحق المتعافين.. أمراض نفسية ومشكلات في القلب
فيروس كورونا
يبدو أن فيروس كورونا الذى حير العالم منذ اكتشافه بمدينة ووهان بالصين وتفشيه عالميا بداية 2020، سيكشف كل يوم عن جديد سواء للمصابين وللمتعافين أيضا.
وبرغم ملاحقة فيروس كورونا لمواطنى دول العالم حتى ارتفعت الإصابات لأكثر من 53 مليون وإصابة والوفيات لأكثر من مليون و300 ألف حالة فإنه لا يترك المتعافين منه دون آثار سلبية يعانون منها وفقا لدراسات عالمية وذلك إما بأمراض نفسية أو مشاكل فى القلب وفقا لما كشفت عنه الدراسات حتى اليوم.
أمراض نفسية
فقد كشفت دراسة عن مشكلة خطيرة جداً يعاني منها المتعافون من كوفيد-19 بعد تعافيهم من عدوى كورونا.
وقام العلماء بتحليل السجلات الطبية لحوالي 69 مليون مريض في الولايات المتحدة من 20 يناير حتى 1 أغسطس، وشملت الدراسة 62 ألف شخص تأكدت إصابتهم بالفيروس.
ووفق البحث المنشور في مجلة "The Lancet Psychiatry" الأمريكية، اكتشف الباحثون من جامعة أكسفورد ومركز أكسفورد للأبحاث الطبية الحيوية في تحليل نتائج الأبحاث، أن حوالي 18% من الناجين من كوفيد-19 قد ظهرت عليهم أعراض أمراض نفسية خلال مدة تصل إلى 3 أشهر من تاريخ الشفاء.
إلى ذلك يقارب هذا الرقم ضعف الأرقام المسجلة عند الإصابة بباقي الأمراض الخطيرة كالسارس وغيرها من الأمراض، وفق صحيفة "ناشيونال إنتريست".
كما بينت الدراسة أن المتعافين من كورونا ظهرت لديهم مشاكل عقلية ونفسية مختلفة المستويات، تبدأ من الأرق والاكتئاب والقلق، وهي الأكثر شيوعاً، وتصل إلى حد الأمراض النفسية الخطيرة مثل الخرف وحالة ضعف الدماغ.
وأشارت إلى أن الأشخاص الذين كان لديهم إصابات نفسية سابقة، ظهرت عليهم أعراض خطيرة جداً ومتقدمة من المرض النفسي وكانوا أكثر عرضة للإصابة بالفيروس بنسبة 65% من أقرانهم الأصحاء.
مشاكل فى القلب
كما وجدت دراسة طبية حديثة أدلة على أن المتعافين من المرض عرضة للمعاناة في المستقبل من مشكلات في القلب رغم مرور فترة طويلة على إصابتهم.
وقال العلماء المشاركون في الدراسة، التي أجريت في جامعة واشنطن، إن بعض المتعافين من كوفيد-19 قد يعانون من ظهور أعراض مشكلات قلبية، مثل ضيق التنفس وألم الصدر وخفقان القلب، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي بعض الحالات يمكن أن يحدث التهاب في عضلة القلب والإصابة بسكتة قلبية، ما قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة في المستقبل بين المتعافين، بما في ذلك عدم انتظام ضربات القلب والقصور القلبي.
كما اعتقد الباحثون أن الفيروس يمكن أن يتسبب في إصابة عضلة القلب والتهابها بطريقتين، الأولى هو بسبب رد الفعل المناعي الشديد ضد الفيروس، أو من خلال قيام الفيروس بغزو أنسجة القلب التي تحتوي على البروتينات المعروفة باسم مستقبلات ACE2 التي يستخدمها الفيروس لمهاجمة الخلايا.
ورصد فريق البحث مهاجمة الفيروس التاجي خلايا عضلة القلب مزروعة في المختبر وتكاثره في داخلها، ما يضعف من قدرتها على الانقباض وتوصيل الإشارات الكهربائية اللازمة لتنظيم ضربات القلب، وهو ما يؤدي في النهاية إلى موت هذه الخلايا.
إلى ذلك، خلص الباحثون إلى أن مضاعفات عضلة القلب قد تكون طويلة الأمد في المرضى الذين يتعافون من هذا المرض.