مارست انتخابات مجلس النواب عدة مرات، وكنت عضواً بالمجلس لسبع دورات متتالية، ولهذا لدىّ خبرة كبيرة فى هذه الانتخابات.
الانتخابات هذه المرة تتسم بالهدوء والتنظيم، وكان المرشحون يمارسون الدعاية بهدوء وبدون ضجة كبيرة، والقليل منهم الذين كانت إمكانياتهم المادية تسمح بالدعاية عن طريق شركات الدعاية بلافتات صغيرة أو بعضهم كان له لافتات كبيرة تنافس الشركات الكبرى التى تمارس الدعاية للنشاط العقارى والتجارى.
عند ذهابى للانتخاب، ولم يكن لدىّ فكرة محددة حول مَن أنتخب أولاً، أشيد بحسن الاستقبال والتنظيم، وكان معى عصا تساعدنى على المشى، وتطوع أحد المسئولين بمساعدتى وتوزيعى على اللجنة، وجدت القاضى فى موقع الرئاسة ويتسم بالبشاشة وبالترحيب بالحضور، وحصلت على رقم القيد واللجنة باحترام ومودة أشيد بهما، فوجئت أن الانتخاب على مستوى القائمة ومستوى الأفراد، القائمتان ليس بهما أى تفصيل، قائمة مستقبل وطن وقائمة المستقلين، مَن هم ومَن يمثلون من تنظيمات حزبية أو غير حزبية؟ لا أعلم، أما انتخابات الأفراد فالوضع أسوأ، نحو أربعين اسماً منهم ثلاثة أو أربعة فقط ينتمون لأحزاب والباقى مستقلون، حاولت أن أتعرّف على أحد من المرشحين، وفشلت سوى فى التعرف على فرد واحد ابن أحد زملائى أعضاء المجلس ومن الشخصيات المحترمة رحمه الله، أما الباقى فكنت قد طلبت من بناتى المساعدة فى الترشيح، وذكرن لى اسمين ولم أتذكرهما واخترت اسمين عشوائيين: واحدة محامية والآخر مهندس.
أعلم أن القائمة الحزبية تتألف من عشرة أحزاب وتتضمن الشباب والسيدات والإخوة الأقباط وممثلين للمعاقين، ولكن مَن هم الله أعلم، أما المستقلون فلا أعلم إن كان هذا الالتزام قائماً أم لا، وأنا لا أرحب بانتخاب المستقلين لأنهم لا يعبرون عن حزب معين أو اتجاه أو فلسفة فى الحكم وهل هم قادرون على توصيل أفكار أحزابهم وسياستهم أم لا، فلا أعلم ماذا يمثلون سوى فكر شخصى من الصعب إبرازه أو الدفاع عنه فى المجلس.
مع الأسف الشديد أعتقد أن الانتخاب بهذا الأسلوب لا يوفر الاختيار الجيد للقيادات السياسية والقانونية والاجتماعية القادرة على حمل العبء الثقيل أو العمل الشاق المطلوب من عضو مجلس الشعب فى متابعة ومراقبة أداء الحكومة واقتراح مشروعات القوانين ومتابعة تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات أو الاتفاقات الدولية التى تشارك فيها مصر.
وأنا أقدم الاقتراح التالى للمستقبل، أن يقوم كل عضو بتقديم نفسه فى سطرين أو ثلاثة حتى يكون الاختيار مبنياً على التفاهم وحسن الاختيار بدلاً من أن يكون عشوائياً أو قبلياً، ويُضم هذا التعريف إلى أوراق الانتخاب ويتم تحصيل مبلغ متواضع نفقات الطبع، ويُعرض هذا الكتيب على كل منتخب حتى يراجع الأسماء ويحسن الاختيار.
خالص تهنئتى للناجحين فى الانتخابات، وأتمنى لهم التوفيق وتحقيق آمال الوطن فى مجلس منوط به مسئوليات عظام، فضلاً عن الاتصال بالجماهير وحل مشاكلهم وأن يكونوا واسطة جيدة بين المواطن والدولة.