التاريخ لا يصدأ.. مرممون ينجحون في إعادة إظهار ألوان معبد إسنا بالأقصر
المعبد يرجع تاريخه لنحو 2000 عام

ألوان معبد إسنا تعود لطبيعتها من جديد
نجحت البعثة الألمانية المصرية المشتركة في ترميم معبد إسنا في إعادة إظهار ألوان المعبد الذى يقع داخل مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، ويرجع تاريخه لنحو 2000 عام.
وتم إزالة طبقات سميكة من السُخام ومخلفات الطيور لإعادة إظهار رسوم بارزة ونقوش على جدران المعبد الذى تم اكتشافه قبل 200 عام.
فريق البحث بقيادة عالم المصريات، الألمانى كريستيان لايتس، عثر أيضا على نقوش جديدة تكشف، ضمن أشياء أخرى، ولأول مرة، أسماء أبراج نجمية مصرية قديمة.
وجرت أعمال الترميم بمعبد أخنوم "معبد إسنا" بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، وتحت أشراف أحمد حسن أمير مدير منطقة آثار إسنا.
ولم يبقَ من المعبد سوى الردهة، التى يبلغ طولها 37 مترا وعرضها 20 مترًا وارتفاعها 15 مترا، وتم بناء الردهة من الحجر الرملى أمام مبنى المعبد تحت حكم الإمبراطور الرومانى كلوديوس "54-41 بعد الميلاد"، والسقف مدعوم بـ24 عمودا، وتم تصميم أطراف الأعمدة الـ18 القائمة بذاتها بزخارف نباتية مختلفة.
ويشتهر معبد إسنا بسقفه الفلكى ونقوشه الهيروغليفية، وهى تعتبر أحدث مجموعة نصوص هيروغليفية متماسكة متبقية حتى الآن، وتدور النقوش حول معتقدات دينية فى ذلك الحين وطقوس تعبدية.
ترميم معبد إسنا
منذ أسبوعين بدأت البعثة المصرية الألمانية المشتركة بين مركز تسجيل الآثار بوزارة السياحة والآثار، وقسم المصريات بجامعة توبنجن الألمانية، أعمال الموسم السادس في مشروع ترميم وتوثيق معبد إسنا بمحافظة الأقصر.
أعمال البعثة هذا الموسم والتي من المقرر أن تستمر حتى الشهور الأولى من عام 2021، مقرر أن تتضمن على أعمال ترميم وتنظيف طبقات السناج والاتساخات وإزالة الأملاح من جدران وسقف المعبد وإظهار الألوان الأصلية للنقوش، خاصة النقوش الفلكية التي تزين سقف المعبد، والتي سبق وتمكن فريق الترميم من إظهار جزء كبير منها خلال أعمال المواسم السابقة.
وعانت نقوش المعبد الملونة على مر قرون، من تجمع طبقات سميكة من السناج والأتربة والاتساخات، بالإضافة إلى مخلفات الطيور والوطاويط، وعشش العناكب وكذلك تكلسات الأملاح.
وبدأت منطقة آثار الأقصر، أعمال مشروع ترميم وتطوير معبد إسنا، أواخر عام 2018، وذلك في إطار خطة وزارة الآثار لتطوير المناطق الأثرية.
أعمال الترميم وقتئذٍ كانت تهدف إلى إظهار الرسومات التي يتفرد بها المعبد، حيث تضمنت الأعمال ترميم وتنظيف الحوائط و تثبيت الألوان وإزالة السناج وإعادة تركيب بعض البلوكات الحجرية التي تساقطت عبر الزمان.
ومعبد إسنا من أهم معالم مدينة إسنا الأثرية وهو يقع على بعد حوالي 55 كم جنوب مدينة الأقصر على الضفة الغربية للنيل، وقد تم اكتشافه وتنظيفه من الرديم عام 1843، أي في أواخر عصر محمد علي باشا، وبدأ إنشاءه في عصر الإمبراطور الروماني كلاوديوس في القرن الأول الميلادي، وانتهى تزينه بالنقوش في عصر الإمبراطور ديسيوس بين عامي 251/249. وكُرس المعبد للإله خنوم في هيئة الكبش، ومعه زوجتيه.
وكان المعبد قديمًا مخصص لعبادة المعبود خنوم وعائلته منحيت ورت، وهو خالق البشر وكذلك المعبودة نيت وعائلتها بجانب معبودات أخرى.
وقد عانى خلال القرنين التاسع عشر والعشرين من الزحف العمراني، فشيدت المنازل من حوله، حتى إن منزلا بُني أمام مدخله مباشرةً متحكما في حركة الخروج والدخول من وإلى المعبد، كما استُخدم في عصر محمد علي باشا مخزنًا للقطن.
وأهم ما في المعبد صالة الأعمدة التي تعتبر من أجمل المباني في مصر وترجع للعصر اليوناني الروماني، فهي عبارة عن صىالة مسىتطيلة الشىكل ذو واجهة ذات طراز معماري خاص ويحمل سقفها 24 أسطوانة بارتفاع 5,13م ومزخرفة بنقوش بارزة ذات تيجان نباتية متنوعة.
وتعد هذه القاعة (الصالة) من أجمل صالات الأعمدة في مصر على وجه العموم من حيث تماثل النسب وطريقة نحت تيجان أعمدتها وبقاءها في حالة جيدة من الحفظ، والمناظر الداخلية للمعبد تتعلق أغلبها بالديانة والعقيدة في تلك الفترة وتتكون من مؤلفات دينية ونصوص عن خلق العالم.