مرتديًا زي العمل الرسمي، حاملا حقيبة على ظهره الذي يكاد ينحني من ثقلها أثناء وضع الطلبات داخلها، مقابلا عملائه بابتسامة لا تفارق وجهه، تلك الهيئة التي يظهر عليها أحمد ناصر، خريج كلية تجارة جامعة إسكندرية، الذي حول دراجته الهوائية إلى وسيلة للعمل كدليفري.
أحمد ناصر، القاطن في العصافرة بالإسكندرية، لم يفقد الأمل بعدم العثور على وظيفة في مجاله، على الرغم من إجادته للغة الإنجليزية، وفقا لما رواه لـ"الوطن": "قدمت في وظائف كتير جدا بعد تخرجي من كلية التجارة قسم إدارة أعمال، ومفيش حد رد عليا لغاية دلوقتي، رغم أني ناجح بتقدير جيد جدا، ومعايا لغة، علشان كده فكرت أنزل شغل بأسرع وقت".
رغبة "ناصر" في الاعتماد على نفسه كما اعتاد أن يفعل منذ صغره، دفعته للتفكير في التقدم بطلب عمل إلى إحدى الشركات الخاصة بتقديم الطلبات للمطاعم عبر الأبليكيشن: "استغليت عجلتي وبقيت استخدمها في توصيل الطلبات أفضل من قعدتي في البيت بدون شغل".
اعتمد "ناصر" على نفسه بكسب مصاريف دراسته من خلال العمل منذ المرحلة الابتدائية حتى الآن، كما اوضح: "أشتغلت حاجات كتير بس الشغل اللي قعدت فيه كتير، هو صبي فرارجي في المرحلة الاعدادية، والعمل في عصارة بالمرحلة الثانوية، ثم محلات الموبايل وخدمات التوصيل لبعض الشركات في المرحلة الجامعية".
وعن قدرة والده على دفع مصاريف الدراسة، رد "ناصر" قائلا: "والدي قاعد في الغربة بالكويت وشغال سواق هناك، فأكيد مش عاوز أتقل عليه بمصاريفي، علشان كده قررت اعتمد على نفسي وأشيل مصاريفي".
"ناصر": بحلم أشتري مكنة تريحني من هم شيل الشنطة على ظهري
ساعات طويلة يقضيها صاحب الـ22 عاما خارج المنزل، لتوصيل الطلبات: "المفروض بطلع من بيتي 12 ظهرا وشيفتي 6 ساعات، بس أنا بطلب أكمل شغل علشان أكفي مصاريفي، فبروح الساعة 2 أو 3 الفجر، وبقضي يومي في الشغل والتجول في شوارع الإسكندرية بالدراجة".
"أمنيتي أشتري مكنة"، بحسب "ناصر": "بضطر ألبس الشنطة (الباوتش) وهي محملة بالأوردرات الثقيلة طول اليوم، لاستحالة وضع صندوق على الدراجة، علشان كده بحاول أحوش علشان أشتري موتوسيكل ولا فزبة تريحني شوية".
تعليقات الفيسبوك