العزلة
كشف علماء الأعصاب في دراسة حديثة، أن الاشتياق إلى التفاعل الاجتماعي الذي يشعر به الأشخاص أثناء العزلة، يشبه إلى حد كبير من الناحية العصبية الرغبة الشديدة في تناول الطعام التي يعاني منها الأشخاص عند الجوع.
ووجد الباحثون، أنه بعد يوم واحد من العزلة التامة، ينشط مشهد الأشخاص الذين يلهون معًا، في نفس منطقة الدماغ التي تضيء عندما يرى شخص لم يأكل طوال اليوم صورة طبق من المكرونة بالجبنة.
وصرحت الدكتورة ريبيكا ساسكس أستاذ المخ والعلوم المعرفية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعضو معهد ماكجفرن لأبحاث الدماغ، بأن الأشخاص الذين يُجبرون على العزلة يتوقون إلى التفاعلات الاجتماعية بشكل مشابه للطريقة التي يشتهي بها الشخص الجائع الطعام.
تضيف: "يتناسب اكتشافنا مع الفكرة البديهية القائلة بأن التفاعلات الاجتماعية الإيجابية هي حاجة إنسانية أساسية، والوحدة الحادة هي حالة مكروهة تحفز الأشخاص على التفكير على أن هناك نقصًا مثل الجوع".
وجمع فريق البحث، بيانات هذه الدراسة في عامي 2018 و2019 قبل وقت طويل من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد والإغلاق، توصلوا إلى النتائج المشار إليها، والمنشورة اليوم في موقع "Nature Neuroscience"، والتي تعد جزءا من برنامج بحثي أكبر يركز على كيفية تأثير التوتر الاجتماعي على سلوك الناس ودوافعهم.
نصح الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية عبر "الوطن"، أي شخص يشعر بأعراض الوحدة، بمحاولة الخروج منها وعدم الاستسلام لها سريعا، عن طريق الخروج مع الأصدقاء، والاهتمام بالصحة والمظهر، وتجنب البقاء الدائم مع الأشخاص الذين يعانون من الوحدة، والاقتراب أكثر من الأشخاص الإيجابيين "اللي يقدروا يخرجوك من الحالة دي".
وأضاف: "لازم الشخص يشرك عيلته في قرارته وكلامه، ولو عندك مشاكل اتكلم مع الناس، حتى لو على سبيل الفضفضة دون الكبت في النفس".
تعليقات الفيسبوك