طالما حلم وهو يجلس داخل محله الخاص بالأدوات المدرسية والخردوات، بالجلوس على كرسي مجلس النواب، ليكون متحدثاً باسم البسطاء الذين ينتمي إليهم.
من رحم المعاناة صعد أحمد حلمي الشيشيني، وبين عشية وضحاها حقق حلمه وأصبح نائباً في البرلمان، وأطلق عليه أهالي قريته النجيلة بمركز كوم حمادة في محافظة البحيرة، مرشح الغلابة، وساعدوه في الدعاية الانتخابية لحملته، نظراً لعدم مقدرته المادية.
يبلغ "الشيشيني"، من العمر 32 عاماً، تخرج في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بدمنهور، ويحكي كريم الكريوني، المدير العام لحملته الانتخابية، بدايات مرشح الغلابة، حيث كان يعمل مدرب كرة قدم، ووسيط لتقديم اللاعبين إلى الأندية المختلفة، وليس عامل أو سائق توك توك، كما انتشر عنه في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي: "الشيشيني كان عضو في مركز شباب قرية النجيلة ومدرب كرة قدم، لما بيلاقي شخص موهوب بياخد اللاعب على حسابه الخاص ويوصله للنادي، رغم إنه كان على قد حاله، بس كان بيساعد الشباب، وكان صاحب مكتبة أدوات مدرسية وخردوات".
فكرة الترشح تراوده منذ 3 سنوات
طرأت فكرة الترشح للبرلمان على بال "الشيشيني" منذ 3 سنوات تقريباً، نتيجة معاناته من صعوبة في التواصل مع المسؤولين لعرض ظروفه عليهم، ورغبته في أن يكون له دور فعال في المجتمع، من هنا جاءت فكرة الترشح في البرلمان، وفقاً لمدير حملته: "هو كان عاوز يعمل للناس اللي ملاقاش حد يعمله له، عاوز يساعد الناس البسطاء اللي زيه، وتبني فكرة معينة وكان مصمم عليها، لغاية ما ربنا أكرمه بحب الناس كلها".
خطوة جريئة
تواصل "مرشح الغلابة" مع أهالي القرية وأخبرهم بنيته للترشح، ليكون له صوتاً مسموعاً ويساعد الناس ويلبي طلباتهم ويخدمهم، فأخذ خطوة جريئة، لم يستطع أحد التفكير بها، عقد العزم، وأعلن ترشحه: "فكر إنه عاوز يترشح وهو ممعهوش حاجة، بلغ أهالي القرية نيته، وبدأ يجمع مبلغ الترشح من أسرته اللي ساعدوه به، والأهالي بدأوا يصرفوا بنفسهم على الدعاية الانتخابية، هو ماصرفش جنيه من جيبه على الحملة، كله بحب الناس".
"اللي بيطلع من القلب بيدخل القلب"، جملة قالها "الكريوني" يوضح من خلالها سبب إقبال الجميع على إعطاء أصواتهم الانتخابية لـ"الشيشيني"، مؤكداً أن أهالي القرية كانوا مقتنعين أنهم بيرشحوا واحد منهم.
بعد نجاحه لم يصدق نفسه
بعد إعلان نجاحه، كانت اللحظة التي انتظرها طوال سنوات، منذ أن عقد النية للترشح، حتى نجاحه، فلم يصدق ما حدث، حلم وحققه بعد صعوبة وإصرار: "بدون مصاريف وبدون أي حاجة، الشيشيني دخل البرلمان، كان فرحان جداً ومش مصدق نفسه، لأنه كان حلمه وحلم كل الشباب اللي زيوا".
بحسب "الكريوني"، فهناك بعض الناس يشككون في قدرات "مرشح الغلابة" وإمكانية مجاراة مسئولية أن تكون عضواً في البرلمان: "الناس اللي بتشكك في قدراته أو عدم كياسته، أنا بدعو أي حد يعمل مناظرة معاه، وأنا متأكد إنه هينتصر".
تعليقات الفيسبوك