والد قتيل قسم المطرية: ضباط القسم عذبوا ابنى حتى الموت ودمه فى رقبة وزير الداخلية
«عاد زمن شهداء الداخلية مرة أخرى، وعادت أيام العادلى»، بهذه الكلمات بدأ محمد إبراهيم سيد، 59 عاماً، والد «أحمد»، سجين قسم شرطة المطرية المتوفى، حديثه لـ«الوطن»، عقب جنازة نجله الذى دُفن فى مسقط رأسه بمدينة شبراخيت بالبحيرة، وأضاف: لقد ظلمنى الإعلام بعد أن نشروا بيانات الداخلية ولم يسمعوا شهادتى فى حادث وفاة ابنى، أحمد لم يقتله الاختناق بل تعرض للتعذيب من قبل ضباط الشرطة أثناء وجوده بالحجز استعداداً للإفراج عنه بعد أن قضى مدة عقوبته بسجن برج العرب، وفى المشرحة وجدت آثار سحجات وكدمات بجسده وجرحاً غائراً فى الكتف.
أضاف الأب: كان ابنى البالغ من العمر 23 عاماً، سجيناً ببرج العرب فى واقعة سرقة يعلم الله أنه برىء منها، ولكن إيماننا بالقضاء والقدر دفعنا للصبر على هذه المصيبة، وكانت مدة عقوبته ثلاث سنوات، ظل «أحمد» خلالها نموذجاً للالتزام والهدوء بشهادة مسئولى السجن، ما كان الدافع للإفراج عنه بعد سنتين ونصف من مدة عقوبته، لحسن السير والسلوك، وصدر القرار فى 8 يونيو الحالى، ولكن تم تأجيل تنفيذه بسبب حفل تنصيب الرئيس السيسى، تم نقل ابنى يوم 12 يونيو إلى قسم شرطة المطرية استعداداً للإفراج عنه بعد العرض على النيابة وتقنين إجراءات الخروج، وكان حظه العثر أن اليوم المذكور يوافق الخميس، ولم يكن هناك عمل بالنيابة العامة، ما جعلهم يؤجلون تنفيذ القرار إلى يوم السبت 14 يونيو.
واستكمل الأب المكلوم: كان من المفترض أن يقضى ابنى آخر ليلة له بالحجز للإفراج عنه فى اليوم التالى، ذهبت إليه لأجد بقسم الشرطة حجرتين للحجز، إحداهما كغرف الفنادق وهى لأشخاص محددين والأخرى بها عشرات المساجين متكدسين بداخلها دون أماكن تهوية جيدة، اشتكى ابنى سوء حالته الصحية داخل الحجز، ما دفعنى للذهاب إلى النقيب حسام حنفى الضابط بالقسم لأخبره بأن ابنى يكاد يُصاب بالإغماء بسبب قلة الأكسجين داخل الحجز، وكان رد فعله سريعاً جداً، حيث اعتدى علىّ بالضرب وقال باللفظ «روح هات له دكتور إحنا مش فاضيين لك»، وهو ما أصاب نفسيتى قبل أن يصيب جسدى، فرجعت إلى ابنى بالحجز وأخبرته أن هذه آخر ليلة له بالحجز، وعليه أن يصبر حتى الصباح ثم تركته وذهبت، وفى صباح اليوم التالى عُدت مرة أخرى لقسم الشرطة لتسلمه، وفوجئت بمعاملة تختلف كثيراً عما رأيته فى اليوم السابق، حيث استقبلنى الضابط المذكور وأجلسنى بمكتبه، وأخبرنى بنبأ وفاة ابنى، وعندها لم أتمالك أعصابى من الحزن وظللت أبكى ولدى حتى تمالكت أعصابى ورضيت بما قدّره الله لى، وعندما أمرنى أن أوقع على المحضر امتنعت وأخبرته أننى منتظر معاينة مفتش الصحة وتقريره وتحقيقات النيابة.
جفف الوالد دموعه واستكمل كلامه، قائلاً: كانت المفاجأة عندما ذهبت لرؤية ابنى بالمشرحة فلاحظت أعلى جبهته كدمة وآثار ضرب على جسده وجرحاً عميقاً بكتفه اليسرى، فتقدمت بمذكرة للنائب العام ذكرت فيها جميع التفاصيل السابقة.
واستنكر الأب ما ورد فى بعض وسائل الإعلام، التى أفادت أن سبب وفاة ابنه هو الاختناق داخل الحجز، لافتاً إلى أنه أخبر جميع وسائل الإعلام عن هذه التفاصيل إلا أنهم لم ينشروا إلا ما ورد عن وزارة الداخلية بخصوص هذه الواقعة، مطالباً الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل لمحاسبة المتسبب فى وفاة نجله، مضيفاً أنه لن يرضى بعودة زمن حبيب العادلى مرة أخرى، قائلاً: إن دم ابنى معلق فى رقبة وزير الداخلية ولن يضيع مثل دم خالد سعيد.
من جهته، قال مصدر أمنى بمديرية أمن القاهرة إن والد الشاب تقدم ببلاغ رسمى للنيابة العامة ولذلك فهى المختصة بإيضاح الحقيقة، مشدداً على أن «الداخلية» لم تعد فى حاجة لتعذيب أحد لأن القانون يطبق على الجميع بلا أى استثناءات.