تابعت بتدقيق تحركات قوى الشر فى الملف الليبى خلال الأسابيع الماضية، ووجدت محاولات مكشوفة من المرتزقة بقيادة أردوغان وتميم آل ثانى وتواطؤاً من ستيفانى ويليامز مبعوثة الأمم المتحدة واستخدام أدوات من الليبيين المتأخونين الفشلة لتخريب مسيرة السلام التى وضعها الشعب الليبى لقياداته الحقيقية وقبائله وشبابه وجيشه، ولخطف السلطة وتقسيم ليبيا ونهب ثرواتها وشعبها واحتلال أرضها.
شهد شهر أكتوبر نجاحاً فى الاجتماعات العسكرية المعروفة بـ(5+5) والتى رعتها القاهرة، وتوصلوا فيها إلى اتفاقات إيجابية فى وقف إطلاق النار واتفاق لتدريب عناصر من الشباب الليبى للانضمام إلى الجيش والشرطة الليبية.. ووجدنا صدى إيجابياً للاتفاقات فى اجتماعات الأمم المتحدة بجنيف.. وساند الشعب الليبى بكل طوائفه إعلان القاهرة الذى يتضمن خطة طريق لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التى قدمها د. عقيلة صالح، رئيس البرلمان، بدعم من الجيش الوطنى الليبى.. وكانت ليبيا تسير على الطريق الصحيح وفقاً لمسار برلين وستجرى الانتخابات خلال ستة أشهر آخرها مارس 2021.
وفجأة انتابت قوى الشر حالة هستيرية لإفشال السلام، ففى الأسبوع الأول من نوفمبر دعت ستيفانى ويليامز لعقد مؤتمر فى الشقيقة تونس ضم 70 شخصية ليبية لا يمثلون الليبيين وليس لأى منهم ثقل شعبى، لأنهم ممن نهبوا ومزقوا ليبيا مع عصابة «السراج».. ومنهم 45 معروف انتماؤهم لجماعة الإخوان الإرهابية!! وتزامن المؤتمر مع تصريحات استعمارية فجة لـ«أردوغان»، كما هرع أزلام تميم آل ثانى لعقد اتفاقات أمنية واقتصادية مع «السراج» تشابه اتفاقياته مع «أردوغان» لدعم العنف والمرتزقة واحتلال ليبيا!
وفوجئنا بمشروع دستور وقرار بتأجيل الانتخابات لنهاية ديسمبر 2021 وشروط للترشح للانتخابات تعمق تقسيم ليبيا إلى 3 ولايات، وتفاقم من مسببات الصراع! ولم تهتم «ويليامز» ومؤتمرها بإخراج المرتزقة المسلحين -تجاوزوا الـ20 ألفاً- والوجود الأجنبى! ولا قرروا استعادة الأموال المنهوبة وإنقاذ الاقتصاد والخدمات، حيث يصرخ الليبيون من عذاب الفقر ليل نهار.. اهتموا فقط بتقسيم كعكة السلطة وتأكيد أن الفاسدين باقون وسينهبون البلاد!
فشل مؤتمر تونس فى تشكيل حكومة.. وعجز المتآمرون عن مواجهة الشعب الحر.. ويجب عقد مؤتمر وطنى ليبى يمثل الجميع ويحدد قياداته التنفيذية والبرلمانية ويقود المرحلة بسلام وفق إعلان القاهرة وإلا فإن عودة القتال فى ليبيا على الأبواب.
حمى الله الأشقاء فى ليبيا.. والله غالب.