حكايات مرضى «الإيدز» فى عرض مسرحى: «المرض مش تهمة»
حاولت الأم أن تخفض حرارة ابنها الصغير التى وصلت إلى 40 درجة دون جدوى، لا الكمادات ولا المياه المثلجة كان لها تأثير، فى منتصف الليل لم تتحمل رؤية صغيرها يعانى بهذا الشكل، خصوصاً أنه مريض بـ«الإيدز»، قررت أن تأخذه سريعاً على أقرب مستشفى، أخبرها أحد الأطباء أن ابنها يحتاج إلى عملية جراحية لإزالة «اللوزتين»، وفى القسم المختص بتلك الجراحة نظر إليها الطبيب مطولاً قبل أن يخبرها بأنه لا يمكنه إجراء الجراحة: «مقدرش يا ستى اعملها له.. عايزانى أعمل عملية لواحد كده كده ميت؟ ده عنده الإيدز!»، نظرة حزن ظهرت فى عينى الأم وهى تقول: «بس يا دكتور... ». لم ينتظر الطبيب الرد بل رمى الملف على الأرض وخرج من الغرفة تاركاً الأم وشعور الانكسار يأكلها.
هذا هو مضمون العرض المسرحى «المرض مش تهمة» الذى يعرض حالياً بمركز الجيزويت، والذى يقدم قصصاً حقيقية لمتعايشين مع مرض «الإيدز».. «بنحاول نقول المرض مش عيب»، كلمات شادى عبدالله، مخرج العرض، الذى أكد أن القصص كلها عن أشخاص أصيبوا بمرض الإيدز وتعرضوا للاضطهاد والرفض بسبب مرضهم. العرض، بحسب «شادى»، يقوم على مبدأ الحكى، يقوم الممثل بتقديم الحكاية للمتفرج بشكل يجعله يشعر وكأنه هو صاحب المشكلة: «عرضنا بيحاول يخلينا نفهم بعض، نحس ببعض، مش لازم تصاب بمرض الإيدز علشان تتعاطف مع صاحبه يكفى إنك تعرف هو بيعانى قد إيه».
10 قصص يقدمها العرض قام المشاركون بجمعها من المستشفيات: «العرض يأتى ضمن حملة أطلقناها بعنوان (تعايش) تهدف إلى رفع التمييز ضد المتعايشين مع مرض الإيدز، ووجدنا أن الحكى والتمثيل هو أسرع وسيلة فى توصيل رسالتنا للمجتمع».