«أم دينا» فى طابور العيش: باتخانق عشان بجنيه زيادة
يمتد الطابور طويلاً، يتغير الوضع الذى اعتاده أهالى الجمالية منذ فترة أمام كشك العيش، الهدوء تحول لصراخ والتزاحم الشديد للحصول على رغيف الخبز استدعى للذاكرة مشهد «ضحايا الطابور» قبل سنوات..
الخناقة اليومية عاد صوتها يتردد من جديد فى الحى القديم، أمام الكشك وقف الغلابة فى انتظار «قفص العيش». تشترى «أم دينا»، السيدة الثلاثينة، 20 رغيفاً وتدفع جنيهاً كاملاً.. تبتعد قليلاً عن الصف ثم تأتى من جديد «عايزة بجنيه تانى الله يسترك» ينهرها الواقفون منذ ساعة أو يزيد: «يا ستى انتى مش خدتى سيبى غيرك ياخد»، يخالجها ضعف وحسرة: «أنا عندى 8 عيال غير جوزى وحماتى مش هيكفينا بجنيه ربنا يخليكم خلى العيال تشبع».. قلة حيلتها لم تشفع لها لدى مسئول منفذ التوزيع الذى جاء مهرولاً ليفض الخناقة فى بدايتها، لكن سيدة أخرى من كشك مجاور تتدخل فتحل الأزمة: «دى ست غلبانة يا حاج وعايزة تأكّل عيالها هتعمل إيه، حتى العيش الحاف هنستخسره فى بعض؟».. يأذن لها الرجل بجينه آخر محذراً: «دلوقتى أدينا بالذوق بنتعامل بعد كده لما يجيبولنا الجهاز ويشغلوا المنظومة الله أعلم بقى ساعتها هتاخد كام رغيف وهتأكل الكوم ده كله بكام!!».
عن موعد بدء المنظومة فى الجمالية تساءل الحاج سامى صاحب الفرن، «بلديات الريس» كما يحب أن يقول عن نفسه: «أدينا مستنيين الوزارة الجديدة عشان نشوف المنظومة دى آخرتها إيه وهتحل المشكلة ولا هتعقدها زيادة؟!».. بحنق شديد ونبرة حادة يشرح الحاج سامى وجهة نظره: «إحنا ما عندناش مشكلة مع النظام بس المهم يرسوا على نظام وإحنا نمشى عليه».