سياسيون تونسيون: الإخوان وراء تصاعد وتيرة الاحتجاجات لتفكيك الدولة
الشاوش: حركة النهضة لا تريد سلطة مركزية تحارب الإرهاب
راشد الغنوشي، رئيس إخوان تونس
تعيش تونس هذه الأيام على واقع أزمة جديدة تتمثل في تصاعد وتيرة الاحتجاجات المطالبة بالتنمية والتشغيل، لتجد حكومة هشام المشيسي نفسها أمام أزمة غير مسبوقة، حيث يرى سياسيون تونسيون أن حركة النهضة التابعة لتنظيم الإخوان الدولي تقف خلفها لإضعاف وإفشال الحكومة.
ويواصل أهالي محافظة قابس، الواقعة جنوب البلاد، الاعتصام أمام محطة إنتاج الغاز المنزلي، ما تسبب في شلل تام للمجمع الكيميائي التونسي، كما اقتحم أهالي محافظة قفصة، جنوب البلاد، عدا من المقرات الإدارية، كما أغلقوا محطة إنتاج النفط بولاية القصرية الواقعة غرب البلاد.
وقد أثارت تلك الاحتجاجات مخاوف التونسيين حيال تفكك الدولة، جراء المطالب الجهورية، في هذا البلد الذي يعاني أوضاعا اقتصادية صعبة منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي عام 2011.
قيادي بـ"تحيا تونس": هناك قناعة كبيرة لدى التونسيين بأن "النهضة" تقف وراء الاحتجاجات
بدوره، حمل عادل الشاوس عضو الهيئة السياسية لحركة تحيا تونس حركة النهضة المسئولية، قائلا إنها التي تقف وراء الاحتجاجات بهدف ضرب وحدة الدولة وإضعاف أي سلطة مركزية حتى تبقى الحركة صاحبة النفوذ الأقوى.
وقال "الشاوش"، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "الاحتجاجات مفهومة ومنتظرة، نظرا لسوء الأوضاع الاقتصادية والأزمة المالية في تونس، وهناك قناعة لدى قطاع كبير أن حركة النهضة الإخوانية وراء الاحتجحاجات ذات الطابع الجهوي"، مضيفا: "تونس على الساحل الشرقي بها التنمية وأغلبية السكان، والإشكال يأتي في الجنوب إذ أن مجموعة من الشباب أغلقوا منشآت نفطية وطالبوا بامتيازات وأن يكون هناك تمييز إيجابي لهم، فقدمت الحكومة بعض التنازلات لكنها ليست في اتجاه يخدم التنمية".
"الشاوش": الغنوشي أشعل الأوضاع.. والإخوان يخشون حكومة مركزية قوية تجابه الإرهاب
وقال "الشاوش": "قبل أيام من عقد الاتفاق بين الحكومة والمحتجين في الجنوب، أشعل راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ورئيس مجلس نواب الشعب المطالب الجهوية بالحديث عن أنه لا يجب تلبية أي مطالب أخرى إلا بعد تلبية مطالب الجنوب الشرقي، فبدأت تخرج تحركات جهوية منها على سبيل المثال في ولاية قابس أغلق محتجون منشأة للغاز وتسببوا في أزمة".
وأكد "الشاوش" أن "النهضة" تدفع تونس بهذه الممارسات إلى حكم فيدرالي جهوي تقسيمي، مضيفا: "وهذا أمر مخيف يهدد وحدة تونس، تونس صحيح قوية لكن لاىجب الاستهانة بتفكيك الدولة".
ويرى "الشاوش" أن إخوان تونس يخشون أن يلقوا مصير الجماعة الأم في مصر، وأن يعودوا مرة أخرى إلى السجون، وقال: "لهذا يعملون على إضعاف أي سلطة مركزية في تونس حتى لا تحد من قوة الحركة والجماعة ولا تستطيع السلطة مجابهة الإرهاب، خصوصا في ظل قضايا تتورط فيها حركة النهضة كالوضع في ليبيا وقضية تسفير الشباب التونسي للقتال في بؤر التوترات مثل سوريا".
قيادي بـ"الكتلة الديمقراطية": الحكومة والغنوشي يتحملان مسئولية تهييج الشارع التونسي
من جهته، حمل النائب عن الكتلة الديمقراطية مبروك كورشيد، رئيس البرلمان راشد الغنوشي وحكومة المشيشي المسئولية، محذرا من دعوات الحوار التي تطلقها حركة "النهضة"، معتبرا أن النهج الذي اتبعته الحكومة ساهم في تأجيج الأوضاع وتهييج الشارع.
وأكد عضو البرلمان التونسي أن أي دعوة للحوار يجب أن تكون دعوة شاملة لجميع الموضوعات والقضايا، لا تخص فيئة بعينها أو تستثني أخرى.
وتتزايد التظاهرات مؤخرا في جنوب تونس ووسطها الغربي للمطالبة بتوفير فرص العمل والاستثمارات ولدعوة الحكومة إلى الوفاء بوعودها.
وتأتي التحركات الاحتجاجية بعدما توصّل سكان تطاوين (جنوب) في أعقاب أشهر من إعاقتهم إنتاج النفط في الصحراء، إلى اتفاق مع الحكومة التي تعهّدت في السابع من نوفمبر توفير فرص عمل وأرصدة مالية لتمويل مشاريع في هذه الولاية.
وبعد مرور يومين على الاتفاق قال رئيس الوزراء، هشام المشيشي، إن النهج الذي "تم اعتماده في تطاوين والقائم على الحوار سيعمم على كافة الولايات خاصة منها المتأخرة في سلم التنمية".