نُشر فى الصحف على لسان المتحدث باسم مجلس الوزراء أن سيادتكم ستعرضون على المجلس إنشاء شركة دواء كبيرة بتكلفة 650 مليون جنيه، وذلك فى أرض برج العرب، ولقد أصابتنى الدهشة لأن مصر بها نحو 76 شركة دواء مصرية وعدد قليل من الشركات الأجنبية، وأداء معظمها ينتج أدوية قديمة ومتكررة، وبعضها مستهلك، وحتماً كلها تشكو من مضاعفات بسبب كورونا الحقير، ما عدا إنتاج بعض الأدوية عديمة الفائدة، التى تعطى لمرضى كورونا ولم يثبت إلى الآن أن لها فاعلية.
هل نصرف أموال الاستثمار فى شركة متواضعة تضطر إلى إنتاج بدائل متوفرة تنتج بوفرة من شركات أخرى؟ لقد عبر الأستاذ الدكتور عادل عدوى، الوزير الأسبق للصحة، عن أن إنشاء مصانع الأدوية تم بطريقة عشوائية، فشركات الدواء العالمية تتحد فى شركات عملاقة يمكنها المنافسة والإنفاق على الأبحاث وإنتاج الأدوية المكلفة فى علاج الأورام وبعض الأمراض المزمنة التى لم يصل العلم لفك طلاسمها وعلاج مضاعفاتها بعد، ونحن نكتفى بشركة دواء رقم 77 وبتكلفة مبلغ متواضع لا يمكن أن ينتج دواء جديداً أو يمارس الأبحاث فى مجالات مختلفة.
كنت أتمنى أن يدرس السيد رئيس الوزراء أوضاع شركات الأدوية وإمكانيات التوسع فى إنتاج الأدوية الحديثة.
أعلم أن شركتى دواء من كبرى الشركات الأدوية المصرية التى تساهم فيها الدولة عن طريق شركة أكديما وصندوق معاشات المهن الطبية ورأس مال كل منها فى حدود المليار جنيه، تحاول هذه الشركات التوسع وإنشاء مجال للأدوية الحديثة والأدوية البيولوجية، وتم فعلاً إنشاء الدراسات الأولية والتعاقد مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة فى هذا المجال، وتسعى الشركات لتمويل النشاط من عائد الأرباح للشركة ثم الاستدانة من البنوك، وهذا يا سيدى احتياج مهم وضرورى لاستهلاك الوطن من الأدوية الجديدة والتصدير، كذلك تطلب شركة أخرى من كبرى الشركات أن تتوسع فى مجالات جديدة، وتطلب رفع رأس المال بمبلغ 650 مليون جنيه.
سيادة رئيس مجلس الوزراء.. أليس من الأفضل تشجيع هذه الجهود لاستكمال منظومة العلاج الدوائى فى الوطن والتصدير لدول كثيرة فى حاجة للدواء المصرى بالكفاءة العالية والسعر المناسب؟
أليس من الأفضل تشجيع الشركات الحالية على الاندماج فى كيانات أكبر حتى تستطيع المنافسة وإنشاء مراكز للأبحاث خصوصاً أن بعض هذه الشركات اهتمت بأن يكون لها منزل لحيوانات التجارب لإعطاء الفرصة للبحّاث المصريين فى مصر والخارج لتخليق أدوية جديدة ذات عائد كبير على الصحة وعلى مستقبل الوطن؟
أرجو سيادة الرئيس التروى فى موضوع الشركة الجديدة ودراسة الوضع الحالى، وتوجيه الاستثمارات إلى حيث الحاجة إليها، بدلاً من تكرار استثمارات موجودة أصبحت لا تحقق سوى أرباح اسمية وفى بعض الأحيان تحقق الخسارة، ولك يا سيادة رئيس مجلس الوزراء كل التقدير والاحترام.